दिबाज वादी
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
शैलियों
وقال العلامة المجتهد الكبير مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي حفظه الله تعالى في (لوامع الأنوار) في سياق ترجمة الإمام يحيى بن حمزة عليه السلام، قال ما لفظه: (هذا واعلم أنه كثر التمسك من المائلين بما يجدون في بعض كتب الإمام يحيى عليه السلام من التليين لميل الإمام إلى المجاملة، ومحبته للملائمة، وقد صرح بخلاف ما روي عنه من المخالفة كما يتضح لك، وهو على منهاج أهل بيته في الأصول المهمة من الدين كمسائل التوحيد والعدل والنبوة، وإمامة الوصي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعده الحسنين، وأهل البيت " بعدهم، ولزوم ولايتهم، وحجية إجماعهم، وأبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحاشاه عن خلافهم كما هو معلوم، وإنما وقعت فلتات في أثناء بعض المؤلفات من وراء تلك المهمات، والمعتمد الدليل والله يقول الحق وهو يهدي السبيل)، ثم ساق حفظه الله تعالى الكلام في ذلك وأورد كلاما للإمام محمد بن عبد الله الوزير عليه السلام في (فرائد اللآلئ) في مسألة الذين تقدموا على أمير المؤمنين علي عليه السلام في الخلافة، أوضح فيه رأي الإمام يحيى بن حمزة بعدم ثبوت إمامة أبي بكر وعمر وعثمان، وقال فيه: (لكنا نقول قولا واضحا: هم قد استبدوا بالخلافة، وقد قام البرهان على صحة إمامته عليه السلام، والخلافة عندنا غير الإمامة، ولم تقم دلالة على صحة إمامتهم، فهم خلفاء وهو الإمام، وهذا قول بالغ يكفي في الإنصاف). انتهى، ثم ساق الكلام في ذلك وأورد كلاما للإمام يحيى بن حمزة في فدك أوضح فيه أنه رجوع من الإمام يحيى من قول سابق له في قضية فدك، ......ثم قال السيد مجد الدين: قال الإمام -أي الإمام محمد بن عبد الله الوزير-: (وقد عرفت كلام الإمام يحيى عليه السلام في هذين المهمين، ورجوعه إلى مقالة أسلافه الذين لا يقال لهم إلا ما قاله يوسف الصديق عليه السلام: {واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب}[يوسف:38]، وما حكى الله في آية الاجتباء: {ملة أبيكم إبراهيم}[الحج:78]).
पृष्ठ 50