दिबाज वादी
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
शैलियों
(كفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدر نفسه(1)): يريد أن معرفة الإنسان بأحوال نفسه سابقة على معرفته بحال غيرها، فإذا(2) كان لايعرف قدر نفسه من جميع الوجوه فهذا هو نهاية الجهل وقصاراه وغايته، أو يريد أن معرفة الإنسان نفسه هو من جملة العلوم الضرورية بل هو أقواها وأوضحها، فإذا كان لايعرف حال نفسه مع وضوحه وقوته فكيف يرجى فلاحه في غيرها.
(لا يهلك على التقوى سنخ أصل): السنخ: أصل الشيء، وسنخ السن: أصله، والتقوى هو مصدر كالاتقاء، ومراده من هذا هو أن من كان ملازما على تقوى الله تعالى، وخوفه ومراقبته في كل أحواله فإنه لا يضعف أمره، ولا يفسد شيء من أحواله، والغرض بالأصل ها هنا هو الشيء أي لا يهلك على ملازمة التقوى أصل شيء أصلا، بل يكون مع التقوى إلى نمو وزيادة.
(ولا يظمأ عليه زرع قوم): الضمير في قوله: عليه، للتقوى؛ لأنها بمعنى الاتقاء، وهذا من الاستعارات العجيبة، ومراده أن من كان همه ملازمة التقوى لله تعالى والخوف منه(3) فإن زرعه لا يتغير بالظمأ، وإن أصله لايتطرق إليه الهلاك، وكيف لا والتقوى جوهر نفيس، وقد ورد القرآن بالثناء على أهل التقوى في غير آية:
أما أولا: فالمصاحبة بالإعانة، كقوله تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا}[النحل:128].
وأما ثانيا: فتيسير المخرج من كل هم، كقوله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا}[الطلاق:2].
وأما ثالثا: فتكفير السيئات، كقوله تعالى: {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم}[الأنفال:29].
पृष्ठ 236