1
وهو ما لا يدرك بالمعاجم والقواميس.
والقضية الثالثة وهي الأهم: هي قضية المقاصد والأحكام؛ فالشريعة الإسلامية وضعت ابتداء للحفاظ على المقاصد الخمسة: (1) الحياة. (2) العقل. (3) الحق [الدين]. (4) العرض [الكرامة]. (5) المال والثروة الوطنية.
أما الأحكام فهي خمسة وهي أحكام التكليف، الأحكام التي تلزم الإنسان على الفعل أو عدم الفعل وهي: (1) الواجب. (2) المحظور (الحرام). (3) المندوب. (4) المكروه. (5) والحلال.
فأفعال الإنسان بين قطبين: أوله الواجب ونهايته المحظور؛ افعل ولا تفعل «مثلا افعل الخير ولا تفعل الشر». وما بينهما المندوب والمكروه، فالمندوب «افعل أفضل مما لا تفعل» والأمر متروك لك للاختيار، والمكروه «لا تفعل أفضل مما تفعل» والأمر متروك لك للاختيار. والأهم من ذلك الحكم الأوسط وهو الحلال، وهي الأفعال الطبيعية، ولا يجوز السؤال عن حكمها، كما يحدث الآن في دار الإفتاء ولدى مشايخ قنوات الفضاء، وفي أكشاك الإفتاء على نواحي الشوارع ومحطات القطارات.
وكل محظور لسبب أو لعلة إذا امتنعت العلة غاب المحظور. وإذا حضرت العلة حضر المحظور؛ فالأحكام تدور مع العلة وجودا وعدما. حرمت الخمر لعلة السكر، فإذا أردت أن أعرف ما هو حكم شرب النبيذ؟ فإذا أدى النبيذ إلى السكر أخذ حكم الخمر، وإذا لم يؤد إلى السكر لا يأخذ حكم الخمر.
وكان سبب تحريم الخمر نزول الآية عندما رأى عمر بن الخطاب مسلما مخمورا ضرب مسلما آخر بفخذ حيوان، فشق رأس صاحبه؛ فأنزل الله الحكم بتحريم الخمر.
وكانت عائشة «تنبذ» للرسول ليلة عرسه أي تجهز له النبيذ، وهو عصير العنب الذي ترك عدة أيام حتى يخمر.
وكانت الأفعال تؤتي طبقا لأحكام التكليف الخمسة ومع ذلك هناك أحكام أخرى خمسة سماها القدماء أحكام الوضع؛ العزيمة: أي عندما يأتي المسلم فعله عزيمة وقدرة. والرخصة: وهي عندما يفعل المسلم شيئا محظورا فيكون رخصة له؛ أي ضرورة مثل شرب الخمر للعلاج، أو أكل لحم الخنزير في أوقات المجاعات. والصحة والبطلان: أي ليس من حق أحد أن يحكم على فعل يأتيه آخر بالصحة أو بالبطلان؛ فكل إنسان أدرى بما يفعل دون مزايدة من أحد. وبالتالي تكون أحكام الوضع الخمسة: السبب، وهو جلب المصلحة من الفعل. الشرط، وهو أن يكون قادرا على الفعل. المانع، وهو أن يكون مانع عن إتيان الفعل. العزيمة والرخصة، وهي مثل الصلاة وقوفا أو جلوسا، والصوم في رمضان أو الإفطار. الصحة والبطلان، أي الصلاة بوضوء أو بدون وضوء. وإنما الأعمال بالنيات وليست بالمظاهر؛ فالنية الصادقة يصدق الفعل بها؛ فالنية جوهر الفعل.
رابعا: تأتي ضرورة إعادة بناء علوم التصوف، وتوقفت علوم التصوف حتى «إحياء علوم الدين» للغزالي وهو أكثر الكتب مبيعا في إندونيسيا بعد كتب السنة الخمس، تريد من المسلم أن يترك البقاء في العالم إلى الفناء في الله. والسؤال: فحينئذ من يتولى أمور المسلمين في الدنيا؟ وهل الله يقوم بذلك بدلا عنهم؟ طريق الصوفية من «البقاء إلى الفناء» يبدأ بالزهد. وألغت طريق من «الفناء إلى البقاء». وهل يملك المسلم الآن شيئا يزهد فيه ودخله لا يكاد يكفي لقمة العيش؟ ودرجات السلم للصعود إلى أعلى كلها سلبية وتسمى المقامات والأحوال مثل: الخوف، الرضا، التوكل، الشكر، الصبر ... إلخ. فلماذا أخاف من السماء وعلى الأرض زوار الفجر ينتظرون على الباب كل يوم يأخذوننا للمعتقلات والسجون عقابا لكل من يتكلم.
अज्ञात पृष्ठ