73

زينب (بتأثر عميق) :

كلا يا كمال، إنني لا أنتقم منك، إنما أنتقم لنفسي من سوء طالعي، أنتقم اليوم من دهري الذي حرمني تذوق هذا النعيم، أردت أن أتغلب في هذا اليوم على الدهر القاسي لأشرب - رغم إرادته - نهلة من كأس السعادة، لقد اختلست من الأقدار هذا اليوم، استعرت من الزمن الجائر يومي هذا لأشعر بأنني سيدة في دارك.

كمال (بنغمة حزن) :

وبعد اليوم غدا، وبعد غد، ماذا يكون شأني عندما تقفر هذه الربوع من أنسك اللطيف عندما تفترسني أنياب الوحشة؟ كيف أطيق؟ وكيف أتجلد؟

زينب :

لا تفكر في الغد، لك الساعة التي نحن فيها، لنا هذه الساعة، لنا هذا اليوم، فهيا مد يدك يا كمال وعاهدني وأقسم كما أقسمت.

كمال :

علام؟

زينب :

على أن تحتفظ بذكرى اليوم أحسن احتفاظ، فلا نعكر صفو جماله بسموم الألم ووخزات الندم، لكن، آه، لكنك غدا سوف لا تحبني مثل حبك اليوم.

अज्ञात पृष्ठ