(28) حدثنا علي بن منذر، عن ابن فضيل، قال: حدثنا عمر بن ذر [بن عبد الله الهمداني]، عن أبيه (1) ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى نفر من أصحابه فيهم عبد الله بن رواحه يذكرهم بالله، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سكت. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ذكر أصحابك )). فقال: يا رسول الله أنت أحق مني. فقال: (( أما أنكم للذي أمرني الله تعالى أن أصبر نفسي معهم، ثم تلا عليهم: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا}[ الكهف: 28] . قال: وماقعد عدادكم قط يذكرون الله إلا قعد معهم عددهم من الملائكة، فإن حمدوا الله عز وجل حمدوه، وإن سبحوا الله سبحوه، وإن كبروا الله كبروه، وإن استغفروا الله عز وجل أمنوا، ثم عرجوا إلى ربهم فسألهم وهو أعلم منهم: أين ومن أين (2) ؟ قالوا: رأينا عبيدا لك من أهل الأرض ذكروك فذكرناك. قال فيقول: ماذا قالوا ؟ فقالوا: ربنا حمدوك. قال: أنا أول من عبد، وأحق من حمد. قالوا: سبحوك. قال: مدحي لاينبغي لأحد غيري. قالوا: ربنا كبروك. قال: لي الكبرياء في السموات والأرض، وأنا العزيز الحكيم. قالوا: ربنا استغفروك. قال: أشهدكم أني قد غفرت لهم. قالوا: ربنا فيهم فلان وفلان. قال: هم القوم لايشقى بهم جليسهم )) (3) .
पृष्ठ 17