٣١- أخبرنا أحمد حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، أَنَّ عَبْدَ الْكَرِيمِ بْنَ الْحَارِثِ، حَدَّثَهُ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّهُمْ كَانُوا مُرَابِطِينَ حِصْنًا، فَخَرَجَ رَجُلاَنِ إِلَى الْجَيْشِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: هَلْ لَكَ أَنْ تَغْتَسِلَ؛ لَعَلَّ اللَّهَ يُعَرِّضُنَا لِلشَّهَادَةِ؟ فَقَالَ صَاحِبُهُ: مَا أُرِيدُ أَنْ أَغْتَسِلَ، فَاغْتَسَلَ صَاحِبُهُ فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ مِنَ الْحِصْنِ، فَأَصَابَ الرَّجُلُ صَخْرَةً، فَمَرَرْتُ بِهِمْ وَهُمْ يَجُرُّونَهُ إِلَى خِيَامِهِمْ، فَسَأَلْتُهُمْ: مَا شَأْنُهُ؟ فَأَخْبَرُونِي الْخَبَرَ، فَانْصَرَفْتُ إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِمْ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُمْ وَهُمْ يَشُكُّونَ: هَلْ مَاتَ إِذْ عَادَ فِيهِ الرُّوحُ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ ضَحِكَ، فَقُلْنَا: إِنَّهُ حَيٌّ، ثُمَّ مَكَثَ مَلِيًّا، ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ مَكَثْنَا مَلِيًّا، ثُمَّ بَكَا، فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ، فَقُلْنَا: أَبْشِرْ يَا فُلاَنُ، فَلاَ بَأْسَ عَلَيْكَ، فَقُلْنَا: وَقَدْ رَأَيْنَا مِنْكَ عَجَبًا، نَحْنُ نَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ مُتَّ إِذْ ضَحِكْتَ، ثُمَّ مَكَثْتُ مَلِيًّا، قَالَ: إِنِّي لَمَّا أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي أَتَانِي رَجُلٌ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَضَى بِي إِلَى قَصْرٍ مِنْ يَاقُوتٍ، فَوَقَفَ بِي عَلَى الْبَابِ، فَخَرَجَ إِلَيَّ غِلْمَانٌ مُشَمِّرِينَ لَمْ أَرَ مِثْلَهُمْ، فَقَالُوا: مَرْحَبًا بِسَيِّدِنَا، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتُمْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ خُلِقْنَا لَكَ،
1 / 29