धैल मिरात ज़मान
ذيل مرآة الزمان
प्रकाशक
دار الكتاب الإسلامي
संस्करण संख्या
الثانية
प्रकाशन वर्ष
١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م
प्रकाशक स्थान
القاهرة
اعتدناه من إغفاله، وخذلانه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قول معترف بتقصيره، عن جهاد أعداء الله وأعداء دينه، جهرًا بلسانه وسرًا بيقينه، وذلك لمصيبة المسلمين بمدينة نابلس التي قتلت فيها المشايخ والشبان وسبيت الحلائل والصبيان، واستولت أيدي الكفار على ما كان فيها من خزائن الأموال، والغلال، وما جمعه المسلمون لازمتهم في السنين الطوال، فهو يوم ضرب الكفر بحرابه وتبختر بين أنصاره وأعوانه، وتزهى على الإسلام برونق زمانه، وهو اليوم الذي تقاتلا فيه فأحجم الإسلام ثم تولى، واقتسما فيه بالسهمان فكان سهم الكفر هو السهم المعلى، فيالها من فجيعة أبكت العيون، وأبكت الجفون، وهجمت على القلوب فودت لو أنها فودت لو أنها سقت بالمنون، فيا ليتني نبذت قبل سماعها مكانًا قصيًا، أوليت ربي لم يجعلني بعباده حفيّا، أوليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيًّا، ألا ليت أمي أيّم طول عمرها فلم يقضها ربي لمولى ولا بعل، وياليتها لما قضاها لسيد لبيب أريب طيب الفرع والأصل، قضاها من اللاتي خلقن عواقر فما بشرت يومًا بأنثى ولا قحل، - ٨١ ب - ويا ليتها لما غدت بي حاملًا أصليت بما احتفت عليه من الحمل، ويا ليتني لما ولدت وأصبحت لشد إلى الشد فبات بالرجل.
لحقت باسلًا في فلمت ضجيعهم ... ولم أر في الإسلام ما فيه من خبل
فيا أيها العز الذي كنا نظن أن الإسلام يتزيد بسعيه غدًا، وأن رقّى عزائمة تكون عليه من سحر الكفار حرزًا، تيقن أن قد عمّ بالشام النفير، ووجبت
1 / 158