وبعد أن حصل بين الإمام وولده حرب استغاث المطهر بالترك الذين بزبيد، وصاحب أمرهم الباشا أويس لأن والده أهتمه بمحاط واسعة، فتوجه إليه لحرب الإمام الباشا أويس، وصحبته أميران من الأتراك منهم: أزدمر، وكان قصدهم إلى تعز، وفيه الفقيه الصدر عماد الدين: يحيى بن إبراهيم البصيري، فحصل بينهم حرب في تعز أياما ثم هزموه، فتقدم إلى المطهر بن الإمام شرف الدين وهو يومئذ بثلاء، وقد كان ارتحل الإمام من صنعاء إلى كوكبان بعد أن ملك الأتراك تعز، وعلم أنه لا طاقة له بهم، وكان ولده [المطهر] يومئذ بثلاء، فتقدم إلى صنعاء، ثم تقدم الأتراك إلى خبان، وأقاموا فيه أياما، فحصل بين الأمير أزدمر والبهلوان [وبين الباشا أويس] منافرة، فقتل هناك، وتقدم أزدمر والبهلوان إلى ذمار، وحصلت بينهما أيضا مفاوتة فقتل هناك أيضا البهلوان، وتوجه أزدمر سنة أربع وخمسين وتسعمائة [إلى صنعاء]، فملكها بعد أن حصل بينه وبين المطهر وحزبه حرب فيها، وقتل واسع؛ لأن أهل صنعاء قصدوه إلى ثلاء، واستغاثوا به بعد عزم الإمام منهم، وفي تلك الواقعة أصيب السيد الهمام شرف الدين الحسين بن عز الدين، ثم رجع المطهر إلى ثلا منهزما، وجهز [إليه] أزدمر محاط واسعة ولم يبق للإمام تصرف من ذلك الوقت، بل كان واقفا في كوكبان، وبعد مدة حصل الحرب العظيم بين أزدمر والسيد فخر الدين المطهر قدر سبعة أشهر، وقد كان هرب إلى أزدمر وحالفه السيد [جمال الدين] شمس الدين بن الإمام، واستمر معه في القتال، وبعد أن استظهر المطهر على أزدمر وانتصر عليه وانهزم، ارتحل الإمام شرف الدين إلى الظفير، وأقام بقية عمره هناك، وطلب منه ولده المطهر الرضى عليه فرضي [عليه] وعامله المطهر أحسن معاملة، وكانت وفاته بالظفير [في] سنة أربع وستين وتسعمائة سنة، ومولده كان يوم رابع وعشرين من شهر رمضان سنة سبع وسبعين وثمانمائة سنة، ودفن إلى جنب جده المهدي-عليه السلام-، وكان مدة عمره عليه السلام سبعة وثمانين سنة، منها مدة خلافته أربعة وعشرون إلى أن خرج من صنعاء سنة أربعة وخمسين وتسعمائة؛ [لأن ولادته كانت وقت العتمة سابع وعشرين شهر رمضان سنة سبعة وسبعين وثمانمائة، وقد تقدم ذكر دعوته]، وله من الأولاد الذكور السادة الأكابر، أهل المناقب والمفاخر: المطهر، وعبد الله، وشمس الدين، وعز الدين، وعلي، والحسن، والحسين، ورضي الدين، وعبد التواب، ومحي الدين، وزكريا، وحمد الله، وله أولاد غيرهم منهم من درج قبل التكليف، ومنهم من مات بعد التكليف.
पृष्ठ 189