فشلت يدا من وشى بيننا
وتبت يداه يدا ابي لهب إلى آخر ما قال، ولو حاولنا استقصاء غرائب أشعاره الفصيحة، وبدائع أقواله الدالة على جودة القريحة، لاحتجنا إلى رقم أسفار، وخرجنا في ذلك إلى الإكثار، وأما مصنفاته- عليه السلام- فمنها: (كتاب الأثمار)، [انتزعه من كتاب (الأزهار)]، وشرحه حي الفقيه العلامة : عز الدين محمد بن يحيى بهران شرحا فائقا قدر مجلدين ضخمين، وله شروح كثيرة أيضا غير هذا الشرح، وله مصنفات رائقة فائقة لم يحضرني تعدادها حال رقم سيرته -عليه السلام-.
وبعد أن خانه المقدور قوته
وابتز من ثقبتيه جوهر البصر
قد قدمنا بعض ما يليق ذكره من سيرة هذا الإمام -عليه السلام-، وضبطه للبلاد، وإزالة الظلم والجور والفساد، وإرغام أهل العناد، وإصلاح حال الصالحين من العباد، واستمر له ذلك إلى أن خرج من صنعاء سنة أربع وخمسين وتسعمائة[سنة] إلى كوكبان بعد أن وقع بينه وبين ولده السيد فخر الدين المطهر بن الإمام ما سيأتي [ذكره] إن شاء الله تعالى، ولما أراد الله سبحانه له زيادة الأجر والثواب، وأن يجعله من جملة الممتحنين الفائزين من الخيرات [بأوفر نصاب، سلبه نور البصر لا البصيرة، المنطوية على العلوم الجليلة] الغزيرة، وأشير عليه بالكشط ففعل واستمر له الضياء مدة، ثم ذهب مرة أخرى، فعلم أن ذلك له أولى وأحرى، فأنشأ يقول:
पृष्ठ 185