فابنة أخت سميحة، التي سميت على اسم سيدة مصر السابقة، والمتفوقة في دراستها (حصلت في الإعدادية على مجموع 95 بالمائة)، أصرت على الذهاب إلى المدرسة، وفي الطريق انزلقت قدماها في الأوحال، فتشبثت بعامود إضاءة، وصعقتها الكهرباء.
ألم يحاول أحد إنقاذها؟
أمسكها المارة ببطانية وجذبوها بعيدا عن العامود وأسرعوا بها إلى المستشفى العام، لكن السر الإلهي كان قد خرج، وأفضى الطبيب إلى الأم بسر من نوع آخر؛ إذا ثبت أنها ماتت في حادث يتعين تشريح جثتها، لكن هذا المصير البشع يمكن تجنبه إذا تحررت لها شهادة وفاة على أساس أنها راحت ضحية هبوط في الدورة الدموية بسبب مرض مزمن. وللأب قال: «يا عم بنتك ماتت وخلاص. قدرها كده. عوضك على الله.»
وافق الأبوان، فهل انتهى الأمر؟ أبدا.
في منتصف الليل استدعوا الأب إلى قسم الشرطة وقالوا له إنهم تألموا لمصابه. طب وبعدين؟ إنهم يعرفون بأمر شهادة الوفاة المزورة، لكنهم سيتغاضون عن ذلك إذا وعد بألا يتكلم.
وعد وأقسم على المصحف.
قال له ضابط الشرطة: «مش كفاية. لازم تساعدنا.»
كيف؟
بأن يحضر شاهدين يقرران مرض ابنته بالقلب من أجل إتمام المحضر: «تأكد أنه لا يوجد إهمال، فماذا يفعل المحافظ والمسئولون عن المرافق والكهرباء في عامود نور وسلك مكشوف وقت المطر؟ نصيبها كده.»
قال الأب: «مش كفاية إني سكت. مطلوب مني كمان شهود؟!»
अज्ञात पृष्ठ