209

धखिरा

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

संपादक

إحسان عباس

प्रकाशक

الدار العربية للكتاب

प्रकाशक स्थान

ليبيا - تونس

أنا طلبنا البيان، فأدركناه بكل لسان، والتمسنا الإبداع فأثبتنا كل معجب، وأتينا على كل مطرب، فما سقطنا على سوقة يهش إلينا، ولا دفعنا إلى ملك يصبو بنا؛ وليت إذ لم يكن غنم، ألا يكون غرم؛ ووددنا أنا برازخ لا حرب ولا سلم، ولا يقظة ولا حلم " كفى بذلك إنحاء على الزمن ". ولولا أن المؤتمن نجم من تلك الأنجم الكريمة، وفرع من تلك الدوحة القديمة، أمسك على الدنيا عينها، وحفظ عليها زينها، لقلت: إنها نسخ، وإن أصلها مسخ، سناؤها للئيم أو غد، وزمامها بيد بوم أو قرد.
وله من أخرى إلى الوزير ابن عباس: ولما أسندت منك إلى هضبة لا انخرام معها، واستمسكت بعروةٍ لا انفصام لها، إذ ورد علي كتاب رسولي إليك، يذكر تغيرك له، وأنكرت ذلك عليك، ثم تذكرت قولهم: ما نزل حتى رحل، وقول الآخر:
كريشة بمهب الريح ساقطة ... لا تستقر على حال من القلق وفي فصل: وقلت: أستنوق الجمل، ويتضح الكوكب، وتخف حصاة الحلم، ويتضعضع جبل العمل والعلم، ويكبو جواد الهمم، وتزل نعل الكرم، وتغلب الدنيا الدين، ويسطو الشك باليقين - ثم تذكرت علمي بك، وقولي فيك:
غير أني مع الوزير أبي القا ... سم حزب محض من الأحزاب

1 / 213