من حجارة، وأحكمها وأنبط {ماءها} وشق لها فلجا يسكب فيها من شعب في الجبل، ثم شق من البركة عينا تخرج إلى المسجد الحرام، تجري في قصب من رصاص، حتى أظهره من فوارة تسكب في فسقينة من رخام بين زمزم والمقام. فلما جرت وظهر ماءها، أمر القسري بجزر، فنحرت بمكة وقسمت بين الناس وعمل طعاما دعا إليه الناس. ثم أمر {صائحا}، فصاح: "الصلاة جامعة".
وأمر بالمنبر فوضع في وجه الكعبة، ثم صعد فحمد الله وأثنى عليه، وقال: "أيها الناس، أحمدوا الله وأدعوا لأمير المؤمنين الذي سقاكم {الماء} العذب الزلال النقاخ العذب". فكانت تفرغ تلك الفسقينة في سرب من رصاص يخرج إلى موضع {وضوء} كان عند باب الصفاء وفي بركة كانت في السوق. وكان الناس لا يقفون على تلك الفسقينة ولا يكاد أحد يقربها، وكانوا على شرب {ماء} زمزم أحرص وفيه أرغب. فصعد خالد المنبر وأنب الناس وأقذع في كلامه.
فلم تزل البركة حتى هدمها داود بن علي بن عبد الله بن عباس في خلافة أبي العباس السفاح، وصرف العين إلى بركة بباب المسجد. وبقي السرب من الرصاص حتى قدم يسر الخادم من بغداد
पृष्ठ 246