قال رحمه الله تعالى: " واحذر من صغار المحدثات؛ فإن صغار البدع تعود حتى تصير كبارًا، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيرًا يشبه الحق، فاغتر بذلك من دخل فيها، ثم لم يستطع المخرج منها، فعظمت، وصارت دينًا يدان به.
فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة؛ فلا تعجلن، ولا تدخل في شيء منه؛ حتى تسأل وتنظر: هل تكلم فيه أحد من أصحاب الرسول ﷺ أو أحد من العلماء؟ فإن أصبت أثرًا عنهم؛ فتمسك به، ولا تجاوزه لشيء، ولا تختر عليه شيئًا؛ فتسقط في النار.
واعلم رحمك الله أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعًا ومصدقًا مسلمًا، فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله ﷺ، فقد كذبهم، وكفى بهذا فرقة وطعنًا عليهم؛ فهو مبتدع ضال مضل محدث في الإسلام ما ليس فيه".
قلت: ورحم الله الإمام مالك حيث قال: " لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فما لم يكن يومئذ دينًا، لا يكون اليوم دينًا ".
وصلى الله على نبينا القائل: " ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به، وما تركت شيئًا يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه ".
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات] (١)
وإليك ذكر بدع صلوات التطوع:
(١) الكلام الموضوع بين عارضتين [...] من أول جملة: " وقد رأيت أن ألحق بالكتاب ... " إلى هنا: من كلام العلامة المحدث الألباني في كتابه "حجة النبي" (ص١٠٠- ١٠٥) وكتابه "مناسك الحج والعمرة" (ص٤٣-٤٧) بتصرف يسير جدًا ليتناسب الكلام مع موضوع هذا الكتاب.