15. ويتضح مما تقدم أن الإسلام قد انتشر بين القبائل اليمانية انتشارا سريعا، وأنه بلغ درجة كبيرة من الانتشار والرسوخ في أواخر حياة رسول الله صلى الله عليه وآله، بحيث صار أفراد تلك القبائل يؤدون مراسم الحج، ويزكون أموالهم، ويجاهدون في سبيل الله. كما يتبين أن دخول تلك القبائل في الدين الحنيف حصل غالبا طواعية وباندفاع ذاتي، يشهد على ذلك الوفود التي كانت تتقاطر على المدينة فتعلن إسلامها أو تحمل صدقاتها إلى النبي صلى الله عليه وآله.
تبلور التشيع.. ودور صحابة النبي صلى الله عليه وآله اليمانيين
ارتحل رسول الله صلى الله عليه وآله ووقعت بعد رحيله حادثة سقيفة بني ساعدة، وانتهت بتصدر أبي بكر بن أبي قحافة الخلافة الإسلامية.
ومن النتائج التي تمخضت عنها واقعة السقيفة انقسام صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله إلى جبهتين: موافق ومخالف، فكان منهم من أيد اختيار أبي بكر لمسند الخلافة، ومنهم من عارض ذلك معتقدا بأن الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله حق من حقوق أهل بيته عليهم السلام، وأن الخليفة ينبغي أن يكون منصوصا عليه من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله. وعلى الرغم من بيعة عدد من المهاجرين والأنصار لأبي بكر في واقعة السقيفة وبعدها، فقد أصر بعض آخر منهم على أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام هو الرجل اللائق لخلافة المسلمين وقيادتهم، فقالوا: لا نبايع إلا عليا(60).
पृष्ठ 30