5. أن المجتمع اليماني كان مجتمعا يسوده النظام القبلي، فكان الناس يتبعون في العادة رؤساءهم وشيوخهم، ولما كان رؤساء القبائل وشيوخها سباقين إلى الإسلام ومسارعين في القدوم على رسول الله صلى الله عليه وآله في المدينة فمن الطبيعي أن تتبعهم قبائلهم في ذلك.
6. أن بعض الوفود التي قدمت إلى المدينة كان يضم أعدادا كبيرة من شيوخ القبائل وأفرادها. وقد ذكر ابن سعد أن عدد أفراد الوفود التي قدمت إلى المدينة بلغ ( 1070 نفرا ). ومن البين أن هذا العدد الكبير حين يعود إلى اليمن فإنه سيكون ذا تأثير كبير في نشر الإسلام وبسط نفوذه. وقد بلغ وفد أشعر على سبيل المثال خمسين نفرا، وبلغ وفد دوس سبعين أهل بيت، وبلغ وفد بجيلة أربعمائة نفر، ووفد النخع مائتي نفر، ووفد طيء خمسة عشر نفرا، ووفد صداء خمسة عشر نفرا.
7. يذكر في بعض الأخبار أن الإسلام انتشر في قبائل من أمثال همدان وزبيد. وجاء أن رسول الله صلى الله عليه وآله سأل جرير بن عبدالله البجلي عن قومه، فقال: يا رسول الله، قد أظهر الله الإسلام، وأظهر الأذان في مساجدهم وساحاتهم، وهدمت القبائل أصنامها التي كانت تعبد. ونقل أيضا عن قبيلة كندة ومنطقة حضرموت أن أفرادها دخلوا في الإسلام قاطبة.
8. كان لبعض رؤساء القبائل اليمانية دور مهم في تخريب أصنام المشركين ومعابدهم، وفي نشر الإسلام وترسيخ دعائمه في اليمن، ومن هؤلاء الرؤساء: الطفيل بن عمرو الدوسي، وأبو موسى الأشعري وأخوه، وجرير بن عبدالله البجلي، وصرد بن عبدالله الأزدي.
पृष्ठ 27