ثم نهض -عليه السلام- إلى الزاهر فاجتمعت إليه قبائل الجوف إلا من كان من القوم، واجتمع محلف الإمام من آل عزان وأهل السوق وغيرهم والشرفاء الأمراء آل أحمد بن جعفر ببراقش، وأقبل راشد بن أحمد بن راشد الجنبي(1) ومنصور بن ضيغم(2) فيمن قال بقولهما من آل جحاف ومعهم الأمير شمس الدين ومن يقول بقوله وحطوا في أسفل الجوف في موضع سراقة(3)، وأقبل أمير المؤمنين وقد اجتمع معه إلى ثلاثمائة فارس، فأما الرجل فألوف، واجتمع القوم ومن معهم، ولعل خيلهم من فرسان بني حمزة والغز وجنب وآل جحاف إلى قريب من ثلاثمائة والرجل ما لا يكاد ينحصر، وتقابل العسكران، ونصبت القباب، والهوادج علامات للبدو عند الحرب، ولم يبق إلا المناجزة، فلما علم القوم أنه لا طاقة [لهم](4) بمقاتلة الإمام، توسط قوم من الأمراء الحمزيين الذين كانوا في جنبة الإمام خوفا على أصحابهم، ووصل الأمير عز الدين محمد بن الأمير شمس الدين، من جهة أبيه الأمير الكبير شمس الدين ولم يبرح كبار الناس بالإمام يستعطفونه ويتوسلون إليه حتى وهب لهم ذمة على أنهم يرتحلون، فلما دخل الليل ارتحل الأمراء الحمزيون وجميع من في محطتهم من جنب[416] وآل جحاف(5).
ثم رجع الإمام -عليه السلام- إلى الجوف فاستقر فيه أياما، ثم نهض -عليه السلام- إلى صعدة بعد أن كان أذن للبعض في الرجوع إلى الجهات الصنعانية، فلما قرب من صعدة خرج أهل صعدة في لقائه -عليه السلام- في زي حسن، ودخل بالشريفة الفاضلة الطاهرة دنيا إبنة الأمير الناصر محمد بن الإمام المنصور بالله -عليه السلام- في هذه المرة وقد كان عقد بها في المرة الأولى(6).
قصة نهوض أسد الدين ومن معه من الغز قاصدين صعدة قودا(7)
للأمير شمس الدين:
पृष्ठ 335