الذي قال في وصية صاحبنا حق وأن المال كان أكثر مما أتيتمانا به وأن هذا الإناء من متاع صاحبنا حق وأن المال كان أكثر من الذي أتيتما به معه، وكتبه في وصيتة وأنكما خنتما فذلك قوله تعالى: ﴿لشهادتنا " يعني عبد الله بن عَمْرو بن العاص والمطلب بن أبي وداعة " أحق من شهادتهما " يعني النصرانيين " وما اعتدينا في الشهادة عليكما يعني النصرانيين بشهادة المسلمين من أولياء الميت " إنا إذا لمن الظالمين ذلك أدنى " يعني أجدر " أن يأتوا يعني النصرانيين بالشهادة على وجهها " كما كانت ولا يكتما شيئا "، أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم " يقول، أو يخافوا أن يطلع على خيانتهما فترد شهادتهما بشهادة الرجلين المسلمين من أولياء الميت فحلف عبد الله والمطلب كلاهما أن الذي في وصية الميت حق وان هذه الآنية من متاع صاحبنا فأخذوا تميم بن أوس الداري وعدي بن بداء النصرانيين بتمام ما وجدوا في وصية الميت حتى أطلع الله ﵎ على خيانتهما في الإناء ثم وعظ الله المؤمنين أن يفعلوا مثل هذا، أو يشهدوا بما لم يروا، أو لم يعاينوا فقال يحذرهم نقمته [ل١٨أ] .
(واتقوا الله واسمعوا مواعظه والله لا يهدي القوم الفاسقين) ثم إن تميم بن أوس الداري اعترف بالخيانة فقال له النبي ﷺ ويحك يا تميم أسلم يتجاوز الله عنك ما كان في شركك فأسلم تميم الداري وحسن إسلامه ومات عدي بن بداء نصرانيا. انتهى.
وقد ذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، عن قتادة، وابن سيرين، عن عكرمة، وابن زيد، ومقاتل بن حيان، هذه القصة، يعني ما تقدم.
1 / 29