96

दरजात सिट

الدرجات الست وأسرار الشبكات: علم لعصر متشابك

शैलियों

9-4 ، لا بد أن تشتمل المؤسسات المصممة للعمل في بيئات غامضة تماما على «فرق» بالمستويات المختلفة. بالقرب من قاعدة التسلسل الهرمي، يصدر الأفراد في الغالب الرسائل بدلا من معالجتها؛ فيتطلب الأمر عددا أقل نسبيا من روابط التجاوز. في الوقت نفسه لا بد من معالجة الرسائل التي تنتقل بين نقاط التلاقي البعيدة بمستويات أعلى في التسلسل الهرمي، مما يتطلب من المديرين التفاعل ليس فقط مع نظرائهم المباشرين، بل أيضا عبر المستويات الرأسية. ويؤدي ذلك إلى ظهور «الفرق متعددة المستويات»، وهي مجموعات موزعة لا تتسم بالاتصال المكثف نفسه الذي يميز الفرق الأخرى الموضحة في الشكل

9-4 ، أو المركز في الشكل

9-5 ، لكن بإمكانها توزيع عبء معالجة المعلومات على المستويات المتعددة بدلا من تكثيفها في مستوى واحد فحسب.

شكل 9-6: عند تمرير الرسائل في جميع المستويات، يتطلب الأمر شبكة متعددة المستويات. تعكس الظلال المختلفة كثافة متناقصة للروابط مع تزايد عمق التسلسل الهرمي.

من الآثار المباشرة إذن لهذا «الاتصال متعدد المستويات» أن الفارق بين مدير المعارف وعامل الإنتاج يصبح غير واضح. مع أن نشاط المعالجة يميل عادة للزيادة (على حساب الإنتاج الخالص) بارتفاع موضع الفرد في التسلسل الهرمي، فعند معالجة المعلومات بجميع مستويات المؤسسة، يتولى الجميع إلى حد ما إدارة المعلومات. يتمثل تفسير هذا الانهيار في الفوارق بين الأدوار في أنه في البيئات المبهمة حقا - حيث لا يعرف أحد بالضبط ما ينبغي عليه فعله، أو كيفية فعله - يصبح نشاط حل المشكلات جزءا لا يتجزأ من مهمة الإنتاج نفسها، ومن ثم ينبغي على كل فرد تولي جزء من كل مهمة بفعالية. (8) التعافي من كارثة

يمكن أن يحدث الفشل المؤسسي، شأنه شأن الغموض، في صور وأحجام عدة، مثل مرض الأفراد، أو انهيار المصانع جراء الحرائق، أو تعطل أنظمة الكمبيوتر، أو الحاجة لتسريح عدد كبير من الموظفين. في بعض الأحيان تأتي الكارثة من الخارج، بينما تنبع من الداخل في أحيان أخرى، وفي بعض الحالات، مثل كارثة آيسين، تجمع بين هذا وذاك؛ فكان الحريق حادثا طبيعيا، لكن ما ضخم من أهميته هو إنتاج آيسين الحصري لصمامات الفرامل، ونظام تخزين تويوتا الآني، لكن مهما يكن منشأ الكوارث ، فإنها تشترك جميعا في أنها تعطل جزءا مما كان يعرف في السابق بالنظام الكلي الفعال. يتحتم عادة، وعلى المدى الطويل، إصلاح الجزء المعطل أو استبداله أو الاستعاضة عنه عن طريق توزيع ما يجريه من وظائف على الوحدات الأخرى بصفة دائمة، على سبيل المثال. لكن في عالم الأعمال ذي الإيقاع السريع، وفي العديد من الشبكات المادية، كشبكات الطاقة والإنترنت، لا يكفي البقاء على المدى الطويل؛ فلا بد للنظام من البقاء على المدى القصير أولا.

كما شاهدنا في أزمة تويوتا-آيسين، في أعقاب أي فشل، يزيد المعدل المطلوب من حل المشكلات ومشاركة المعلومات زيادة عظيمة، وعند فقدان موارد هامة، يكون أهم أصل يمكن لأي مؤسسة امتلاكه هو الوصول اليسير للموارد التي تركتها. من ثم، وبمفردات الحديث عن الشبكات، يتمثل العنصر الرئيسي للنجاة من كارثة ما على المدى القصير في حفاظ الشبكة على اتصالها، دون أن تجلب على نفسها مزيدا من الفشل. يعيدنا هذا الأسلوب في صياغة المشكلة إلى طريق مألوف، إلى حد ما. إن التفكير في قوة النظام في ظل اتصالية الشبكة هو النهج الأساسي الذي طرحه باراباسي وألبرت، وصقله لاحقا دانكن كالاواي، لدراسة قوة شبكات كالإنترنت. حتى هذا الحد، الأمر مألوف، لكن كل هذه النتائج كانت قائمة على افتراض أن الشبكات موضوع الدراسة عشوائية، ولم نعد بالطبع نتحدث عن الشبكات العشوائية.

تعمل التسلسلات الهرمية - كما هو متوقع - على نحو سيئ في حالة الأعطال، وللسبب ذاته الذي يجعلها سريعة التأثر بالتعطل الناتج عن الازدحام (شدة مركزيتها) في حال تعطل أي من نقاط التلاقي الموجودة أعلى التسلسل الهرمي، سوف تعزل هذه التسلسلات أجزاء كبيرة من الشبكة بعضها عن بعض، وهنا يصبح الاتصال على جميع المستويات أمرا ضروريا بحق؛ لأنه في الشبكات متعددة المستويات لا يصبح هناك نقاط تلاق «مهمة» يسفر فقدانها عن تعطيل الشبكة من خلال قطع الاتصال بها. وبما أن هذه الشبكات مصممة خاصة لتكون لامركزية، ليس فقط على مستوى الفرق، بل أيضا على مستويات أكبر، يمكنها النجاة من أعطال أكبر حجما أيضا، كأن يتوقف فريق كامل عن العمل. فعليا، يمكن إزالة أجزاء بأي حجم تقريبا من الشبكات متعددة المستويات، وستظل متصلة، وقادرة من ثم على الوصول إلى أي موارد لم تدمر تماما.

وبناء عليه، لا يخدم الاتصال متعدد المستويات هدفا واحدا فحسب، بل هدفين؛ هما الهدفان المهمان لأداء أي شركة في بيئات يكتنفها الشك، فمن خلال توزيع ازدحام المعلومات المرتبط بحل المشكلات على جميع مستويات المؤسسة، تقل احتمالية الفشل إلى أدنى حد ممكن، وفي الوقت نفسه يقلل الاتصال متعدد المستويات من تأثير الفشل إذا حدث ومتى حدث. وهكذا تفي الشبكات متعددة المستويات بالشرط الموضح في نهاية الفصل

الثامن

अज्ञात पृष्ठ