تاريخ تأليف "دار الطراز" ١
ذكر ابن سناء الملك في كتابه "دار الطراز" موشحتين من تأليفه "رقم ٩ ورقم ١٦" وفيهما يمدح الأفضل أبا الحسن علي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب الذي ملك مصر بعد وفاة أخيه العزيز في المحرم سنة ٥٩٥هـ واستمر بها حتى ربيع الآخر سنة ٥٩٦هـ بعدما أخرجه منها عمه العادل الذي مملكها حتى سنة ٦١٥هـ بينما أعطى الأفضل ميافارقين.
فإذا ما أنعمنا النظر في الموشحة رقم ١٦ التي يمدح فيها الأفضل أبا الحسن علي المذكور الذي كان سلطان مصر وملكها آنذاك، جاز لنا أن نؤكد أن "دار الطراز" لم يؤلف قبل سنة ٥٩٥هـ، لأننا نعلم أن العادل كان خصمًا للأفضل وأنه أخرجه من مصر، وأبعده إلى ميافارقين، ولهذا نستبعد أن يؤلف هذا الكتاب في عهد العادل، ولا سيما أنه كان متصلًا به، وموظفًا في دواوينه، وإنما ألفه في عهد الأفضل أي بين المحرم سنة ٥٩٥هـ وربيع الآخر الذي خرج فيه من مصر سنة ٥٩٦هـ، ولو أنه ألف الكتاب في عهد العادل لحذف هذه الموشحة وأختها رقم٩ أو على الأقل كان يضع بجانبها موشحات أخرى في العادل، وابنه الكامل. ومعروف أن ابن سناء الملك توفي سنة ٦٠٨هـ.
هذا ما يقوله الدكتور شوقي ضيف، ومع ذلك؛ فإننا لا نستبعد أن تكون أصول هذا الكتاب قد وضعت قبل سنة ٥٩٥هـ، أما ظهوره فقد يكون في التاريخ المشار إليه.
_________
١يعود الفضل في بيان هذا التاريخ إلى صديقنا الكريم الأستاذ الدكتور شوقي ضيف -أمد الله في عمره- فقد لفت نظرنا إليه مع بعض التحقيقات الأخرى عندما ظهرت الطبعة الأولى من الكتاب، فرأينا من الخير إضافته إلى هذه الطبعة، فله منا خالص الشكر والامتنان.
1 / 16