كيف قضت امرأة سانت ليك الليلة الأولى من زفافها
علم القارئ شيئا من أوصاف الكونت باسي، وقد رأينا أن نتم وصفه زيادة في البيان فنقول:
كان هذا الكونت من أعظم أبطال فرنسا في ذلك العهد، وقد اشتهر بجماله، كما اشتهر بإقدامه وزلاقة لسانه وحرية ضميره وكبر نفسه، فكان الملوك والأمراء يخطبون وده، وكانت الملكات والأميرات يبسمن له ألطف ابتسام.
وقد حظي بحب مارغريت ملكة النافار، التي كادت أن تتهتك بغرامه، حتى إن زوجها الملك هنري كان يغار عليها منه، وهو لم يعرف الغيرة في الغرام.
وقد حنق عليه أخوها الدوق دانجو وساءه هذا الغرام، غير أنه اضطر إلى غض الطرف لشدة احتياجه إلى ساعد هذا الكونت الذي كان يرجو أن يحقق به أمانيه العظيمة، وهي ارتقاؤه إلى العرش الفرنسي مكان أخيه.
أما باسي فلم يكن يحفل بوداد الملوك، ولا يأبه لغرام الملكات، بل لبث مستقلا بنفسه، مترفعا عن صداقة الملوك، بعيدا عن غرام الملكات.
ولبث ذلك الفؤاد الجريء الذي لم يعرف الخوف خاليا من مكامن الغرام كالجوهرة التي تخرج من معدنها، فتراها عين الشمس قبل أن تمسها يد الصائغ.
وذلك أنه لم يكن في قلبه العظيم متسع للغرام الذي كان يأنف من الخضوع له والرضوخ لأحكامه؛ لما فطر عليه من الأنفة والكبرياء.
وقد كان هنري الثالث تزلف إليه بالود وعرض عليه صداقته، فأبى وهو يقول: إن أصدقاء الملوك خدم لهم ، ولست من الذين يخدمون.
ومما لا ريب فيه أن الدوق دانجو كان رئيسا للكونت، ولكن مثله مع الدوق كان كمثل من يروض الأسد، فهو رئيس له ولكنه يخدمه ويطعمه حذرا من أن يفترسه ويأكله.
अज्ञात पृष्ठ