فشكر الراهب والرجل والعجوز، وأعطاهم كيسا من النقود كان لا يزال في جيبه.
وسألهم أن يذهبوا به إلى قصر الكونت دي باسي.
فانذهل الحضور عند سماعهم هذا الاسم، وقالوا بصوت واحد: ألعلك من أتباع الكونت؟ - كلا، بل أنا الكونت نفسه.
فأسف الجميع عندما عرفوه، وصاحوا بصوت واحد: ليحي باسي الشجاع!
ثم حملوه على الأكتاف وساروا به إلى قصره. •••
وكان باسي لا يزال فاكرا بتلك الفتاة وما رآه من الأشباح، وهو لا يعلم أكان ما رآه حلما أم هي الحقيقة؟
فلما وصلوا به إلى القصر دعي بطبيبه الخاص، وبعد أن فحص جرحه وأخبره بأنه غير خطر، سأله إذا كان هذا الجرح يورث هذيانا؟
فأجابه: نعم.
فرجع الكونت إلى الافتكار، وجعل يقول في نفسه: إذا فإن تلك الصورة الفتانة لم تكن غير أوهام وتخيلات مثلتها لي الحمى.
ثم يرجع فيقول: كلا، بل هي الحقيقة بعينها؛ لأني أذكر بأني أصبت بضربة حسام، فرجعت لأدرأ عني حملات الهاجمين من وراء، فأصبت بابا ففتحته وولجته، ثم أوصدته في وجوه أخصامي بعد العناء الشديد، وهناك سقطت على سلم مغميا علي، ولا أذكر بعد ذلك شيئا.
अज्ञात पृष्ठ