وأرسل شجاع بن وهب إلى كسرى ليس إلا الشهادة لله ولمحمد أنه رسول الله ، فأخذ كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فمزقه ، فقال عليه السلام إذ بلغه : (( اللهم مزق ملكه كما مزق كتابي )) .
وأرسل إلى أهل اليمامة ، وإلى الحارث بن عبد كلال ، وإلى النجاشي ، وإلى أهل عمان ، وإلى المقوقس صاحب الإسكندرية .
وفرق رسله في البلاد ، وليس في كتابه إلا جملة التوحيد ، وأعظم من ذلك كتب عمرو بن حزم الأنصاري إلى أهل اليمن وشرع لهم فيها مسائل العقول ونصب الفرائض ، في مثلها ، ولم ينص على مسألة مالا يسعهم جهله سوى الجملة .
وذكر عن جابر بن زيد - رضي الله عنه - أنه قال : انتهيت إلى بني عمرو بن حزم فطلبت إليهم كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مع أبيهم عمرو بن حزم إلى أهل اليمن ، فأوقفوني عليه . وقد
جاءته وفود العرب كما قال الله - عز وجل - : ( إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره أنه كان توابا ) .
وقد شرع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحكام النجاسات والطهارات والغائط والبول والمحيض والاستحاضة والمحاض والنفاس ونهيه عن استقبال الكعبة بالبول والغائط والانتعال وآداب الطعام والشراب ، واغفل هذا الأمر العظيم الذي لا يخرج أحد من الشرك إلى الإسلام إلا به ولا ينسب إلى التقصير في أوكد الأمور أمور الدين الذي لا يصح الإيمان والتوحيد والدخول في الإسلام إلا به ( 2 ).
وكذلك أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حتى صدر أول الإسلام ، ولم يؤثر عن أحد منهم مسألة في هذا ، وفي حديث الأمة (( أعتقها فإنها مؤمنة )) لمن تدبر هذا الأمر ، ويقولون في الجواري الأعجميات : علموهن الصلاة . إذا أرادوا تسريهن .
पृष्ठ 15