============================================================
قال أبو العباس: وهذا الذي قاله علي بن أبى طالب، عليه السلام، على التقريب، لقرب الجدي الى القطب لأنه اقرب نجم نير اليه.
والمغرب سمي الشيء بأسم غيره على المجاورة. قال الأخطل (127): ما يلاقون فراصا(124) الى نسب حتى يلاقي جدي الفرقد القمر(120) فتسب الجدي إلى القمر لقربه ومجاورته لها. قال: ولحديث علي، عليه السلام، هذا أمرت أهل المشرق أن يجعلوا القطب خلف الأذن اليمنى، لان القطب مقابل الكعبة، ومعقول أن أهل المشرق بمعزل عن وسط الأرض إلى يسارها فلا يتوجه المرء منهم شطر المسجد الحرام الا إذا أنحرف عن يميته متخرف القطب عن نقرة القفا ذات اليمين وقبلة المسجد الجامع عندتا بأمل طبرستان منحرفة عندي عن قصد البيت إلى الركن الشامي، وأخبرني مخير: (127) الأقطل هو: غياث بن غوث بن الصلت بن طارق التغظبى، أبو مالك المعروف بالأخطل، من طبقات الإسلام، شاعر مصقول الالفاظ حسن الديباجة في شعره يشبه شعراء الجاهلية، اشتهر في عهد بني آمية بالشام واكثر مدح ملوكها، وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم اشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل، نشا على المسيحية في أطراف الحيرة كان معجبا بأديه ومتباهيا. كثير العناية بشعره، توفى سنة (90ه/ 708م) ترجمته في: الجمحى: طبقات الشعراء ص 107، ابن قتيبة: الشعر والشعراء ص319، الاصفهاني: الأغاني 169/7، الذهبي: سير 5894 رقم 220.
(124) فراص هو: فراص بن معن بن مالك بن يعصر، وكان يقال: ان بني فراص هسن بني تفلب. الاخطل : عياث بن عوث للتغلبي (المتوفى: 90ه/708ام) : شه الأغطل، صنعه: السكري، رواية: ابي جعفر محمد بن حبيب، تحقيق: فخر الدين قباوة4 ط2 (بيروت: منشورات دار الآفاق الجديدة- 1979م) 207/1.
(179) قوله: (وما يلاقون فراصا الى نسب..) البيت للأخطل قالها يعدح عبد الملك بن مروان، وزعم الأخطل انه افنى في نظم هذه القصيدة حولا وما بلغ بها كل ما اراد، والقصيدة من 4 8 بيتا ومطلعها: خف القطين فراحوا منك أو بكروا واز عجتهم نوى في صرفها غير يرد البيت في: الأخطل: شعر الأخطل 207/1، ابن قتيبة: الشعر والشعراء ص150، العرزوقي: الأزمنة 546/2.
पृष्ठ 134