هِيَ أَعمُّ وُجُوهِهَا وَأَشْهَرُهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، أَنَّهُ قَالَ: «لَا خَيْرَ لَكَ فِي صُحْبَةٍ هُوَ مُوجِبٌ لِحَقِّهِ عَلَيْكَ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ لَا يَرَى لَكَ حَقًّا» .
وَأَنْشَدَنَا فِي مِثْلِ هَذَا الْهَجَرِيُّ أَبُو عَلِيٍّ:
أَأُوجِبُ حَقًّا لِامْرِئٍ لَيْسَ مُوجِبًا ... لِحَقِّي لَقَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ الْمَذَاهِبُ
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: أَنْشَدَنِي الْعُتْبِيُّ مِنْ شِعْرِهِ: لِي صَدِيقٌّ يَرَى حُقُوقِي عَلَيْهِ ... نَافِلَاتٍ وَحَقَّهِ كَانَ فَرْضَا
لَوْ قَطَعْتُ الْبِلَادَ طُولًا إِلَيْهِ ... ثُمَّ مِنْ بَعْدِ طُولِهَا سِرْتُ عَرْضَا
لَرَأَى مَا فَعَلْتُ غَيْرَ كَبِيرٍ ... وَاشْتَهَى أَنْ يَزِيدَ فِي الْأَرْضِ أَرْضَا
وَغَيْرُنَا يَحْمِلُ وَجْهَ الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّهُ لَا خَيْرَ لَكَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لَا تَجْرِي مَعَهُ عَلَى الْمُسَاوَاةِ وَالْمُكَافَأَةِ عَلَى إِفْضَالِهِ عَلَيْكَ، كَأَنَّهُ ﷺ رَغِبَ بِهِمْ عَنِ الذِّلَةِ