كتاب دعوة وجه بها إلى أحمد بن يحيى بن زيدومن قبله (1)
الحمد لله الأول القديم، الآخر الواحد الكريم، الذي لا تراه العيون عيون الناظرين، ولا تحيط به ظنون المتظننين، ولا تقع عليه أوهام المتوهمين، ولا يصفه أحد من الواصفين، إلا بما وصف به نفسه، من أنه هو، وأنه بائن عن الأشياء، وبائنة عنه الأشياء، فلم يبن منها سبحانه غائبا عنها، ولم يخف منها في بينونتها خاف عليه منها، بل إحاطته بأسر سرها كإحاطته بأعلن علانيتها، العادل في قضايه، المعز لأوليائه، المذل لأعدائه، الناصر لمن نصره، الخاذل لمن خذله، البريء من أفعال العباد، المتعالي عن اتخاذ الصواحب والأولاد، داحي الأرض ذات المهاد، رافع السماء بغير عماد، الموفق المسدد لكل رشاد، الزاجر الناهي عن الفاحشات، الحآض الآمر بالحسنات.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي لا تواري عنه ساترات متكاثفات الستور، ولا يستجن عنه بمتراكم أمواجها قعور البحور.
पृष्ठ 610