ولا إخال أن مسلما على وجه البسيطة يستخف بفن من الفنون ، سواء أكان من الفنون الدينية أم الحيوية بل ولو من المحرمة ، للقاعدة المقررة ( يعرف السم ليتقى ) وقولهم ( كل علم رديء فالجهل أردأ منه )، وقد استخرج الآن كثير من الفنون فخصت بتآليف على حدة، وأدخلت في الجامعات الكبرى في العالم رسميا وما تجاسر فرد من العلماء على نكران شيء منها (مع حرية الانتقاد مع ما في الأمة الإسلامية، بقية من أصحاب الجمود ينعقون ، ولا جرم أننا في زمن شديد المحن كثير الفتن جلبت فيه أوروبا على الشرق بخيلها ورجلها وهم من كل حدب ينسلون حيثما أهمل المسلمون موجبات الدنيا والسيادة وهجروا العلوم وارتطموا في أمواج الفتن والتفريق واستفحل فيهم داء التخاذل والتدابر وعموا عن قوله- عز شأنه-: (كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون ) وأقبل الناس على الدنيا واغتر الغالب (إن لم نقل إلا النادر ) بزخاريف المدينة الغربية الخلابة، وما دروا أن ما يبثه المستعمرون بين الشرقيين جراثيم وسموم يعاكسون بها الدين الاسلامي دين الحياة والسعادة وزاعموا التمسك به جاثمون يعتذرون بما لا يجديهم نفعا وهم يعلمون أن العلم هو الذي رفع أولئك والجهل حط هؤلاء .
(1) لا نسلم إطلاق الحديثة او العصرية على التاريخ والهندسة والطب والجغرافية لما ستراه عن الإمام شمس الدين وهو من ائمة القرن السادس كما تقدم في ترجمته .
पृष्ठ 28