من تآلايفه ( شرحه على مختصره للعدل والإنصاف ) في أصول الفقه وشرحه لمتن العقيدة وهو شرح لطيف ولكنه غاية في النفاسة، وكتاب السير جمع فيه تراجم الأئمة وتواريخهم وكثيرا من العلماء أضاؤا الشريعة بنور المعارف فكانوا خير قادة ، من خصائصه في بابه أنه جمع كثيرا من فتاويهم واستنباطاتهم ومنه يستفيد الإنسان سيرة الأصحاب المحكمة التي هي سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسيرة الصحابة وخيار التابعين -رضي الله عنهم- والعائلة الشماخية من أعرق العائلات حسبا ونسبا قد ذكر أن نسبهم يتصل بنبي الله هود -عليه السلام- وهي معروفة بالعلم وعظماء الرجال ، منهم ذلك المجتهد الجليل صاحب الكرامات الجلية الشيخ عامر أحد المدونين والجهبذ العلامة الشيخ سعيد بن قاسم -رحمه الله- نزيل مصر ونائب الدولة التونسية إذ ذاك بالقاهرة ، كان من الأكابر الجامعين بين الدين والدنيا والعلم والسياسة حتى كان الفيصل الوحيد عند خديوي مصر توفيق باشا وأبا حسن معضلاته ومن أشد العظماء على عرابي باشا في ترك الفتنة وتحذيره سوء مغبتها وله في تلك الظروف الحرجة موقف هابه به الخاص والعام ، ومات ولم يعترف باستيلاء فرنسا على تونس ، ولا سلم لهم بالنيابة وكان قوي النظر بعيد الغور شديد العارضة قوي الإرادة ولم تزل هذه الفئة الجليلة تبدي لنا من خيرة الرجال وكرام الفحول بعد العائلة البارونية الفخيمة ما ترك لها في القلوب المكان السامي وصارت محل احترام وإجلال في الأصحاب إلا أن أهلها الآن تفرقوا وهجروا العلم إلى الاشتغال بالدنيا وانقرض أولئك الذين أجلهم التاريخ وحفظ لهم الآثار الحميدة ولله عاقبة الأمور أرسل الله فردا منهم يجدد شبابها .
पृष्ठ 22