ألق بنظرة إلى العالم تبصر مباراة(1) الشعوب لبعضها بعضا، كل في إحياء شعائره وتأريخه وتقوية مركزه بين الأمم، دينيا وسياسيا وماديا وأدبيا . كل منهم يرى سعادته وحياته في حرس مباديه ، وشقاوته ومحوه من صحيفة الوجود في إهمالها .أفلا يكون لنا في ذلك أعظم عبرة؟ أم يتأتى لشعب إحراز مركزه بالسذاجة والجهل لا بالقوة الموزعة بين الأفراد، كل منهم على حسب استعداده الفطري ؟ اللهم إنا نريد بأنفسنا خيرا وغيرنا يريد بنا سوءا فمدنا بعنايتك .
نريد المحافظة على مبادئنا(2) وإحياء ما اندرس منها ، وعليها نحيا ونموت ، تلك المبادئ الصادقة التي استمات في سبيلها رجال جهابذة وأعلام كرام ، وأيم الله حياتها بفنون العلم والاجتهاد لا بالبله(3) والاستكانه ، بالعمل والعزيمة الثابته لا بالأماني والعزيمة الخائرة (4)، بالصدق والإيمان لا بالخيانه والنفاق . (قال ): - صلى الله عليه وسلم - (تحروا(5) الصدق وإن رأيتم فيه الهلكة )
نريد مجاراة(6) العاملين الذين هم أكبر مثال محسوس في الشعوب ، لا الاندماج(7) في غيرنا أو التفصي(8) من المباديء الصحيحة الممتزجة بدمائنا . ومن الغلط الفادح (9)بل من من الموت الزؤام(10) . أن يرى البصير عناصر تجاوره تعمل بجد ونشاط وعزم وهو صامت لا يبدي حراصا.
كفى ما مضى من الإغفال والإهمال يا قوم وحسبنا ما حل من نكبات الجهل وانتبهوا من ذلك السكر المديد، لقد ضل من انخدع لمغالطة الجامدين وهلك من خشع لوساوس اليائسين ، وقد أمرنا الله تعالى أن نكون مع الصادقين في الأقوال والأفعال في قوله سبحانه( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)
(1)معارضة (2) تطلق المبادئ على ما يمتاز به شعب كالدين واللغة والتاريخ وعلى ما به حياته . (3) الغفلة (4) الضعيفة .
(5) اقصدوا (6) الجري معهن أي فيما هو خير (7) الدخول (8) التخلص (9) الثقيل (10) الكريه.
पृष्ठ 11