दासाय इला सबील मुमिनिन
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
शैलियों
سادسا _ تفيد أن العلم لا يدرك إلا بالتعليم ولهذا قال العلماء : العلم يؤخذ من أفواه الرجال .
سابعا _ تفيد أن في تحصيل العلوم مشقة وتجشما فيلزم توطين النفس على معالجة التحصيل وإلا فاتت المعالي وخابت الآمال .
( لطيفة ) قال بعض المفسرين : وإن أمكنه ( أي التفقه ) في الحضر ، فلا شك أن في السفر بركة أخرى يعرفها كل من زاول الأسفار وحاول الأخطار اه
( لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها )
لعمرو الحق أن السفر مدرسة عظمى تطبيقية توجد في الإنسان ملكة يقتدر بها على حفظ مميزاته مما يشاهد من تنافس الأمم في الظهور بها ، ويطلع على آداب الأمم وأخلاقها ومواهب أفرادها وصنائعها ، ويعرف سنة الله في الكون فيكون بذلك بصيرا بأحوال الهيئة الاجتماعية ، وسياسات الأمم وأغراض حكوماتها ومالها وعجائب العالم ، فبه تقوى مداركه وتنمو مواهبه وتكثر معلوماته ويقوى على التمييز بين الحق والباطل لهذا قال الله تعالى : { أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } ( الحج / 46)
ولو سئل أكثر من يدعي الفقه والتجرد لإحياء الدين بزعمه عن معنى من معاني تلك العلوم حتى عن الإخلاص مثلا ، أو عن التوكل أو عن وجه الإحتراز عن الرياء لتوقف فيه مع أنه فرض عينه الذي في إهماله هلاكه في الدنيا والآخرة ، وكم سمعنا عن تخبطهم في الكلام على قواعد الإسلام وأركانه في متن العقيدة وما يحشرونه من المعاني غير الصحيحة مما يقتلون به مواهب نفوس السامعين .
पृष्ठ 110