وهذا الكتاب الذي بين يديك جزء من أعمال مولانا شيخ الإسلام وإمام أهل البيت الكرام / مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي حفظه الله ومتعنا بطول بقائه، وذلك أنه لما ذهب إلى لندن للعلاج لم ينسه مرضه الهدف الذي يعيش من أجله، ولامنعته علته عن تصفح أسفار العلوم، لأنه - وكما هو معروف عنه - شفاء علته النظر في الكتب ، ومتعة حياته مداعبة أبكار المسائل ، فقضى وقته بين رفوف المكتبة العملاقة في المتحف البريطاني يتنقل بين أقسامها كالنحلة ليمتص رحيق أزهارها. ولعلو همته وشدة تثبته لم يكتف بالنظر أويعتمد على الحافظة بل استنسخ ما قدر عليه، وكان مما دون جملة من لطائف القصائد ودرر الأخبار والأشعار.
وبعد رجوعه بالسلامة إلى اليمن رأى أن يفرد كتابا يجمع فيه نبذة من تلك القصائد والأخبار، ويضيف إليها من مخزون علمه الجم مايزيدها نضارة وفائدة، ثم ضمنها هذا المجموع الذي سماه (عيون المختار من فنون الأشعار والآثار) فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء، وأمده بالعافية وطول البقاء، إن ربي على مايشاء قدير.
وهذه نبذة من ترجمته وإشارة إلى بعض أحواله نرجوا أن تعرف به من بعد، ونأمل أن يعذرنا في الاختصار من قرب، فهو علم الأعلام، وعالم العلماء.
وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا .
पृष्ठ 9