إلى معرفتها سبيلا، ولا يستطيعون بقوى عقولهم أن يلتمسوا عليها دليلا.
فهذه الأمور الثلاثة عقل عموم الخلائق عن إدراكها معقول وسلطان القوى
البشرية عن التسلط على معرفتها معزول ، لا يدرك إلا بضوء أنوارها ، ولا ينقل إلا عن
طريق أخبارها
ولهذا: يرى كثير من الخلائق - مع كبر عقولهم واتساع نظرهم - لحقائقها
منكرين، وعن جمال بهائها محجوبين، وليس لها طريق إلا أن يمن الله تعالى على عبده،
ويهديه بطريق التوفيق إلى التسليم والإذعان، والتصديق والإيمان، أو يجذب قلبه بعظيم
عنايته ، بسلوك طريق التحقيق إلى طريق الكشف والعيان ، وسلوك مسالك أهل
العرفان ، فلا تطلبن معرفة شيء من ذلك إلا من طريق توفيقه وهدايته ، وتعريفه،
وعنايته، واعقل عن طلب شيء من ذلك ولاية العقول والأفكار، واعتمد فيما ينبغي
अज्ञात पृष्ठ