- زوجته رقية:
رقية بنت رسول اللَّه ﷺ، وأمها خديجة، وكان رسول اللَّه قد زوَّجها من عتبة بن أبي لهب، وزوَّج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت: ﴿تبت﴾ [المسد: ١] قال لهما أبو لهب وأمهما - أم جميل بنت حرب بن أمية - ﴿حمالة الحطب﴾: فارقا ابنتَي محمد، ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما كرامة من اللَّه تعالى لهما، وهوانًا لابني أبي لهب، فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكة، وهاجرت معه إلى الحبشة، وولدت له هناك ولدًا فسماه: "عبد اللَّه"، وكان عثمان يُكنى به (١)، فبلغ الغلام ست سنين، فنقر عينه ديك، فورم وجهه، ومرض، ومات. وكان موته سنة أربع، وصلى عليه رسول اللَّه ﷺ ونزل أبوه عثمان حفرته. ورقية أكبر من أم كلثوم. ولما سار رسول اللَّه ﷺ إلى بدر كانت ابنته رقية مريضة، فتخلَّف عليها عثمان بأمر رسول اللَّه ﷺ، فتوفيت يوم وصول زيد بن حارثة (٢) مبشرًا بظفر رسول اللَّه ﷺ بالمشركين (٣) . وكانت قد أصابتها الحصبة فماتت بها.
_________
(١) الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج ٢/ص ٦٩٢، ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج ٣/ص ٧٤.
(٢) هو زيد بن حارثة بن شراحيل، الكلبي، أبو أسامة، اختطف في الجاهلية صغيرًا، واشترته خديجة بنت خويلد فوهبته إلى النبي ﷺ قبل الإسلام - وأعتقه وزوَّجه بنت عمته، واستمر الناس يسمونه زيد بن محمد حتى نزلت آية ﴿ادعوهم لآبائهم﴾، وهو من أقدم الصحابة إسلامًا، كان النبي ﷺ لا يبعثه في سرية إلا أمَّره عليها، وكان يحبِّه ويقدِّمه، وجعل له الإمارة في غزوة مؤتة، فاستشهد فيها سنة ٨ هـ. للاستزادة راجع: الإصابة ج ١/ص ٥٦٣، صفة الصفوة ج ١/ص ١٤٧، خزانة الأدب ج ١/ص ٣٦٣، الروض الأنف ج ١/ص ١٦٤، تهذيب التهذيب ج ٣/ص ٤٠١، تقريب التهذيب ج ١/ص ٢٧٣، خلاصة تهذيب الكمال ج ١/ص ٣٥٠، الكاشف ج ١/ص ٣٣٧، تاريخ البخاري الصغير ج ١/ص ٨، الجرح والتعديل ج ٣/ص ٥٥٩، أسد الغابة ج ٣/ص ٢٨١، تجريد أسماء الصحابة ج ١/ص ١٩٨.
(٣) تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، حسن إبراهيم حسن، ج ١/ص ٢٥٣.
1 / 18