عشرة وستمائةٍ. فلم يزل الحرب بينهما إلى أن توفيَ الإمامُ عبد الله بن حمزة. وكانت وفائهُ يوم الخميس الثاني عشر من شهر المحرم سنة أربع عشرة وستمائة. ثم توفي الأتابكُ بعدهُ. وكانت وفاته يوم الخميس سلخ شهر ربيع الأول من السنة المذكورة عند بئر الخولانيّ وقبر في صنعاء يوم الجمعة عشرة شهر بيع الآخر. فلما علم الملك المسعود بوفاة الأتابك فليت خرج إلى صنعاء فدخلها يوم السبت الثامن من شهر جمادى الأولى: وتسلم حصن كوكبان يوم الخميس في الخامس من شهر جمادى الآخرة وفي هذا التاريخ اصطلح السلطانُ الملكُ المسعودُ والإشراف. وعاد الملك المسعود من صنعاء إلى اليمن في شهر رجب من السنة المذكورة وهو مقيم ببني رسول وقد وثق بهم وأنس إليهم وولاهم الولايات الجليلة وأعجبه من حسن طاعتهم وشدة بسالتهم. فولى الأمير بدر الدين صنعاء وجعلها إقطاعًا لهُ. وولى الأمير نور الدين الحصون الوصابية. فأقام فيها مدة. ثم ولاه مكة المشرفة فأقام فيها مدة. وفي مدة ولايته فيها ظهر ابنه الملك المظفر يوسفُ بن عمر فيها وكان يسمى المكي. وكان ظهوره في سنة تسع عشرة وستمائة. ولما فصله من ولاية مكة جعله أتابكه ومتولي أمر عساكره وأموره كلها فلما تقررت الأحوال وهدأت الحروب والفتن تجهز الملك المسعود إلى مصر. وكان خروجه من زبيد يوم النصف من شهر رمضان من سنة عشرين وستمائة. وترك في اليمن نور الدين عمر بن علي بن رسول نائبًا نيابة عامة. وترك أخاه بدر الدين في صنعاء خاصة. وحلف لهما الجند المقيمون. وتقدم في التاريخ المذكور. فقام يزعم الصوفي في الحقل وبلاد زبيد. وجبل بني مسلم المسمى سحَّمَر. بفتح السين وأحاء المهملتين وتشديد الميم المفتوحة وآخره راء. فدعا الناس إلى نفسه وأخبرهم أنه داع لإمام حق. فإنصاف إليه من غوغاء الناس وطغامهم جم غفير. فسار إليه نور الدين ومعه راشد بن مظفِّر بن الهرشِ. فقال يرعمُ الصوفي لمن معه. أن قانونا في غد هزمناهم وقتلنا راشد بن مظفر. فوقع القتال فكان كما قال اتفاقًا. فازداد الناس له محبة وصدقًا. وكانت وقعة يزعم الصوفي في سنة اثنتين وعشرين وستمائة. ثم تلاشت أموره وظهر الناس كثير من
1 / 41