الثاني: مخالفة لليهود لئلا يقول المشركون والمنافقون لمن أرادوا أن يتلبسوا عليه أنه ليس يهتدي لأمره ولا يدري أين يتوجه، لولا أنه.......من اليهود فهم الذين يأمرونه وينهونه.
إن قيل: فلم اختار اليهود قبلتهم بيت المقدس؟
قلت: لا اختيار في ابتداء توجههم نحو بيت المقدس، إنما هو تكليف وارد عليهم كما ورد عليهم غيره من التكاليف، وكما ورد علينا، هذا هو الحق عندنا لا كما يقوله من علل ذلك بأنه كان.......للأنبياء عليهم السلام ومصلى لهم، فإن هذه العلة عليلة عندي، وأية خصلة من خصال التكليف كانت على سبب اختيار المكلف غالبا، وهل هذا إلا كما يعلل اختصاص العجماوين بالأسرار وصلاتا الليل بالإعلان والإظهار.
الآية السادسة:
قوله عز وجل: {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون}، العمل: الفعل، وهو ما وجد من كان قادرا عليه.
الإخلاص: الإفراد والاختصاص، وهو ترك الريا، ونقيض الخالص السائب، أراد تعالى أن نصرة الفعل لفاعله.....له أيضا.
روينا عن أبي إسحق أنه قال: سمعت أبا عبد الرحمن محمد بن الحسن وسألته عن الإخلاص ما هو؟ فقال: سمعت علي بن سعيد وأحمد بن محمد بن زكريا وسألتهما عن الإخلاص ماهو؟ قالا: سمعنا علي بن إبراهيم وسألناه عن الإخلاص ما هو؟ قال: سمعت محمد بن جعفر........وسألناه عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت أحمد بن بشار عن الإخلاص ما هو؟ قال: أنا ......وسألته عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت أحمد بن غسان عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت أحمد بن.........عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت عبد الواحد بن زيد عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله عن الإخلاص ما هو؟
قال: ((سألت جبريل عليه السلام عن الإخلاص؟ قال: سألت رب العزة عن الإخلاص ماهو؟ قال: سر من سري استودعته قلب من أحببت من عبادي)).
पृष्ठ 83