ففهم السلطان كلامه وأعجبه هذا الجواب منه
أي إنه لم يره بالتعظيم والإكرام واعتقاد أنه رسول الله ولو رآه بهذا المعنى لم تحرقه النار ولكنه رآه باحتقار واعتقاد أنه يتيم أبي طالب فلم تنفعه تلك الرؤية وأنت يا أخي لو اجتمعت بقطب الوقت ولم تتأدب لم تنفعك تلك الرؤية بل كانت مضرتها عليك أكثر من منفعتها إذا فهمت ذلك أيها السالك فتأدب بين يدي الشيخ واجتهد أن تسلك أحسن المسالك وخذ ما عرفت بجد واجتهاد وانهض في خدمته وأخلص في ذلك لتسد مع من ساد كما قال
( وقدم الجد وانهض عند خدمته
عساه يرضى وحاذر أن تكن ضجرا )
( ففي رضاه رضي الباري وطاعته
يرضى عليك فكن من تركه حذرا ) أي وانهض في خدمة الشيخ بالجد فعساك تحوز رضاه فتسود مع من ساد واحذر أن تضجر ففي الضجر الفساد ولازم أعتاب بابه في الصباح والمساء لتحوز منه الوداد وما أحسن ما قيل
( اصبر على مضض الإدلاج في السحر
وللنذور على الطاعات بالبكر )
( وقل من جد في أمر يؤمله
ما استصحب الصبر إلا فاز بالظفر )
पृष्ठ 215