कुंवन तवफीक
عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
शैलियों
قال ممثل أحد الأخوة: أيها السادة التجار أولي الشرف والنجار، الذين رزقوا سعة الغنى، وجنوا من رياض السعادة ثمرات المنى، هل لكم في شراء هذا الغلام البارع الصفات، الجامع في أفعاله لمحسنات البديع، وبديع المحسنات، الحريص على التمسك بأذيال القناعة والتمسك في ابتغاء مرضاة مولاه بالتنسك والطاعة، وهو مع ما اتصف به من صدق اللهجة وسلامة المهجة، إذا اؤتمن على كتمان الأسرار نسج على منوال الأحرار، وها أنا أنادي عليه والشوق يفاجيني ويناجيني، والقلق أداجيه على مرارة فراقه ويداجيني، كأن من حبه روحا في كل جارحة، أو بين قسي البين وأوتارها سهاما جارحة، فقاتل الله الحوادث الدهرية القهرية بأسرها، حيث أصابتني كما هو الواقع في حبائل أسرها، فلم ألف مناصا من الانتفاع بثمنه، ولا طائل في البكاء على أطلال الربع ودمنه.
قال ممثل يوسف عليه السلام : أيها الإخوة، أي شر جنيت؟ وأي ثمر من مغارس الإساءة جنيت؟ حتى تبيعوني بيع الرقيق، ويفوتكم أنما مثلي هو الحر الرقيق، فهل اجتث من أفئدتكم عرق الإخاء، وصمت آذانكم والحالة هذه عن سماع الدعاء، ألم يأتكم أن من أعظم الكبائر قطيعة الرحم، وأن الله لا يرحم من عباده إلا من رحم، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ويحتسب لكم الأجر على كونكم رحماء، واستحضروا في أذهانكم حال الأب الشفوق، القائم لكم من ضروب الإحسان بأداء الحقوق، وإن لم ترحموني وتواخوني، فارحموه وآخوه، أو لم تؤثر فيكم شفاعة يوسف فحسبكم في الانفراد أخوه.
قال قائل منهم: كيف ترجو أن يكون لك من شرك الإسماعيليين مناص، وقد أوجبت علينا أن نكف عاديتك بهذا القصاص.
قال ممثل يوسف عليه السلام: إن كان الموجب لبيعي هو الرؤيا التي قصصتها، وخلصتها من إبريز الحقيقة المحضة ولخصتها، فأعاهدكم الله أن لا آتي بعدها بحديث، ولا أتنقل في الرواية من قديم إلى حديث، ولكن فاقضوا ما أنتم قاضون، واحكموا علي بما أنتم به راضون، فلست أخاطبكم الآن إلا بلسان العتاب، داعيا عليكم دعوة مظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ثم أنشأ يقول:
مني على يعقوب ألف سلام
تسري به لحماه ريح سلام
يا إخوة ظل القضاء محتما
يقتادهم من حكمه بزمام
ناشدتكم بالله أن لا تقطعوا
بمدى الفراق قرابة الأرحام
अज्ञात पृष्ठ