149

कुमदत कुत्तब

عمدة الكتاب

अन्वेषक

بسام عبد الوهاب الجابي

प्रकाशक

دار ابن حزم

संस्करण संख्या

الأولى ١٤٢٥ هـ

प्रकाशन वर्ष

٢٠٠٤ م

प्रकाशक स्थान

الجفان والجابي للطباعة والنشر

وذلك غلطٌ، والفرق بينهما ما بيناه. ٥٠٦- فإن جاؤوا بلام الخفض ولام التوكيد، فأدخلوا إحداهما على هذا المكتوب بلامين، كتب أيضًا بلامين، والقياس أيضًا ثلاث لامات، نحو قولك: للهو مستمعٌ لام للهو ولامٌ للتعريف ولام للخفض، فحذفوا لاجتماع اللامات. واختلف النحويون في العلة التي حذفوا من أجلها: فقال الفراء: إنهم لو كتبوه على الأصل لاجتمعت لامٌ بعدها ألفٌ وبعد الألف لامٌ، فكانوا يجمعون بين ثلاثة أشكال إذ كانت الألف في صورة اللام. وقال غيره من البصريين: لام الخفض بمنزلة ما ليس في الكلام، ألا ترى أن معنى جاءني غلام زيد، جاءني غلامٌ لزيد؛ وكذا لا أخاك، ولا أخا لك، فلما كانت هكذا صارت مع ما بعدها بمنزلة شيء واحد، فوجب حذف الألف، ومنهم من قال: كرهوا أن يشبه لا التي للنفي. ومن البصريين من قال: لما جامعت اللام لامًا قبلها، وكان الغالب على الكلام أن لا يلتقي فيه حرفان مثلان في أول كلمة إلا قليلًا، مثل قولهم: ددٌ وددًا ودد للعب وببة اسم رجل؛ ويروى عن عمر ﵁ أنه قال: حتى يكون الناس ببابًا واحدًا، أي: شيئًا واحدًا، وهي كلمةٌ عجميةٌ، وكذا ببغاء= فلهذا حذفوا الألف من قولك: للرجل، لما علموا أن هناك محذوفًا، وقيل لكثرة الاستعمال، كما كتبوا بلحارث وبلهجيم وبلعنبر بحذف النون والياء من بني، والألف من الحارث، والهجيم والعنبر، وهذا من أحسن ما قيل فيه، وهو يشبه قول من قال:

1 / 174