إذ خرجت أخته فضلاء فنظر اليها أهل المجلس فشق ذلك على مالك ودخل عليها فعنفها وأنبها فقالت: ما يصنع في غد أعظم من ذلك أهدى إلى غير زوجي فلما أمسى مالك اشتمل على السيف ودخل على الفطيون متنكر مع النساء، فلما خفف من عنده علا عليه، فقتله وانصرف إلى دار قومه، ثم بعث هو وجماعة من قومه إلى من وقع بالشام 42
من قومهم يخبرونهم بحالهم ويشكون اليهم غلبة اليهود وكان رسولهم الرمق بين زبد بن امرئ القيس أحد بني سالم بن عوف وكان قبيحا دميما، شاعرا بليغا حتى قدم على جبيلة ملك الشام في جمع عظيم لنصرة الأوس والخزرج، وعاهد الله أن لا يبرح تى يخزي من بها من اليهود، ويذلهم، ويصيرهم تحت أيدي ألوس والخزرج، فلقيه الأوس والخزرج فقالوا إن علم القوم بما تريد تحصنوا في آطامهم فلا يقدر عليهم ولكن ادعهم للقائك وتلطفهم حتى يأتوك فأرسل إلى وجوههم ورؤسائهم فلم يبق من وجوههم أحد إلا أتاه، وكان قد بنى حيزا وجعل فيه قوما وأمرهم أن يقتلوا من دخل عليهم منهم ففعلوا فلما فعل ذلك عزت الأوس والخزرج بالمدينة واتخذوا الديار والأموال والآطام فقال الرمق يثني على أبي جبيلة:
لم تقض دينك م حسا ن وقد غنيت وقد غنينا
وفي رواية رزين:
قضيت همك في الحسا ن فقد عنيت وقد عنينا
الراشقات المرشقات الجازيات لما (1) جزينا
أمثال غزلان الصرا ئم يأتزرن ويرتدينا
الريد والديباج وال تحلى المفصل والبرينا
وأبو جبيلة خير من يمشي وأوفاه يمينا
وأبرهم برا وأع لمهم بهدى الصالحينا
القائد الخيل الصوا نع بالكماة المعلمينا
पृष्ठ 42