225

शेर की महानता और उसके शिष्टाचार में प्रमुख

العمدة في محاسن الشعر وآدابه

संपादक

محمد محيي الدين عبد الحميد

प्रकाशक

دار الجيل

संस्करण

الخامسة

प्रकाशन वर्ष

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

فإن هو أطنب في خطبة ... قضى للمطيل على المنزر
وإن هو أوجز في خطبة ... قضى للمقل على المكثر
قال أبو الحسن علي بن عيسى الرماني: أصل البلاغة الطبع، ولها مع ذلك آلات تعين عليها، وتوصل للقوة فيها، وتكون ميزانًا لها، وفاصلة بينها وبين غيرها، وهي ثمانية أضرب: الإيجاز، والاستعارة، والتشبيه، والبيان، والنظم، والتصرف، والمشاكلة، والمثل، وسيرد كل واحد منها بمكانه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
وقال معاوية لعمرو بن العاص: من أبلغ الناس؟ فقال: من اقتصر على الإيجاز، وتنكب الفضول.
وسئل ابن المقفع: ما البلاغة؟ فقال: اسم لمعان تجري في وجوه عدة كثيرة: فمنها ما يكون في السكوت، ومنها ما يكون في الاستماع، ومنها ما يكون في الإشارة، ومنها ما يكون شعرًا، ومنها ما يكون سجعًا، ومنها ما يكون ابتداء، ومنها ما يكون جوابًا، ومنها ما يكون في الاحتجاج، ومنها ما يكون خطبًا، ومنها ما يكون رسائل؛ فعامة هذه الأبواب الوحي فيها والإشارة إلى المعنى والإيجاز هو البلاغة.
قال صاحب الكتاب: فهذا ابن المقفع جعل من السكوت بلاغة رغبة في الإيجاز وقال بعض الكلبيين:
واعلم بأن من السكوت إبانة ... ومن التكلم ما يكون خبالا
وقلت أنا في مثل ذلك:
وأخرق أكال للحم صديقه ... وليس لجاري ريقه بمسيغ
سكت له ضنًا بعرضي فلم أحب ... ورب جواب في السكوت بليغ
وقلت أيضًا ولم أذكر بلاغة:

1 / 243