शेर की महानता और उसके शिष्टाचार में प्रमुख

इब्न रशीक़ क़ैरवानी d. 463 AH
13

शेर की महानता और उसके शिष्टाचार में प्रमुख

العمدة في محاسن الشعر وآدابه

अन्वेषक

محمد محيي الدين عبد الحميد

प्रकाशक

دار الجيل

संस्करण संख्या

الخامسة

प्रकाशन वर्ष

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

وكان أبو السائب المخزومي على شرفه، وجلالته، وفضله في الدين والعلم يقول: أما والله لو كان الشعر محرمًا لوردنا الرحبة كل يوم مرارًا. والرحبة: الموضع الذي تقام فيه الحدود، يريد أنه لا يستطيع الصبر عنه فيحد في كل يوم مرارًا ولا يتركه. فأما احتجاج من لا يفهم وجه الكلام بقوله تعالى: " والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون " فهو غلط، وسوه تأول؛ لأن المقصودين بهذا النص شعراء المشركين الذين تناولوا رسول الله ﷺ بالهجاء، ومسوه بالأذى، فأما من سواهم من المؤمنين فغير داخل في شيء من ذلك، ألا تسمع كيف استثناهم الله ﷿ ونبه عليهم فقال: " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرًا وانتصروا من بعد ما ظلموا " يريد شعراء النبي ﷺ ينتصرون له، ويجيبون المشركين عنه، كحسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة. وقد قال فيهم النبي ﷺ: " هؤلاء النفر أشد على قريش من نضح النبل "، وقال لحسان بن ثابت " اهجهم يعني قريشًا فوالله لهجاؤك عليهم أشد من وقع السهام، في غلس الظلام، اهجهم ومعك جبريل روح القدس، وألق أبا بكر يعلمك تلك الهنات " فلو أن الشعر حرام أو مكروه ما اتخذ النبي ﷺ شعراء يثيبهم على الشعر، ويأمرهم بعمله، ويسمعه منهم. وأما قوله ﵊: " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا حتى

1 / 31