============================================================
و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"(1) (1) قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) . رواه ابن ماجه االطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود رفعه، ومن شواهده ما أخرجه ال هقي واين عساكر عن اين عباس بزيادة: "والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ اربه ، ومن آذى مسلما كان عليه من الإثم مثل كذا وكذا" : وفي لفظ : ه كان عليه من الذنوب مثل منابت النخل"، ولأبي نعيم والطبراني في الكبير بسند ضعيف عن أبي سعيد الأنصاري رفوعا: "الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له".
فعلينا يا أخي الحبيب جميعا أن نبادر بالتوبة عقب كل ذنب، ولا نصر على ما فعلناه لحظة واحدة هروبا من سخط الله تعالى، مع أن الإصرار أيضا معصية ثانية، فإذا وقع بادرنا أيضا بالتوبة من الإصرار، وهكذا القول في الإصرار على عدم التوبة من الإصرار أبدا، فما من ذنب إلا وله دواء، حتى لو أصر على ذنب سبعين سنة أو أكثر فندم واستغفر الله عن جميع الإصرار السابق كله انسحب الاستغفار عليه، فإن التوبة تجب ما قبلها.
قال العلماء: والتوبة عن الشرك مقطوع بها بنص القرآن فهي مقبولة بلا شك، بخلاف معاصي أهل الإسلام فإنها كلها مظنونة القبول، وذلك لأن المشرك كان في حجاب القطيعة الكلية فلاطفه الحق تعالى كما لاطف الشيخ الفاني وحمل عنه حكم الذنوب السالفة كلها إذا تاب وأحسن: وأما العاصي من أهل الاسلام فكان حكمه حكم الشاب القوي العاتي لضعف حجاب قطيعته فانه مسلم موحد يشم رائحة الإسلام، فكان من شأنه آن لا يقع في معصية الله تعالى: قال سيدي عبد الوهاب الشعراني: هذا ما ظهر لي الآن من الحكمة ومن فتح الله تعالى عليه بشيء أوضح ما قلتاه فليلحقه بهذا الموضع . قال سيدي علي الخواص رحمه الله تعالى: ما دامت شهوة الذنوب في القلب فلا فائدة في الطاعات، لأن ظلمة شهوة المعصية تنع دخول نور الطاعات إلى القلب، والمدار على حصول النور في القلب حتى يصلح لجالسة الرب. (والله غفور رحيم).
15
पृष्ठ 64