============================================================
الومن ثم قال بعض الحكماء : إن الله تعالى قد جمع الطب كله في نصف آية، ال وأشار إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه"(1).
و قوله صلى الله عليه وآله وسلم: لاحسب المؤمن لقيمات يقمن صلبه" أي: لقم قليلة في المعدة صغيرة في الحجم.
واعلم يا أخي الحبيب أن الإنسان لو تورع التورع المشروع لم يجد شيئا يشبع منه ولا وسع به على نفسه فضلا عن أن يوسع على غيره . وفي الشبع من الحلال مفاسد كثيرة فكيف الشبع من الشبهات والحرام؟ أقل ما فيها أن الإنسان إذا أكل وشبع جاعت جوارحه فلا تشبع إلا إن ال وقعت في المعاصي المشاكلة لذلك الأكل في الحل والحرمة خفة وثقلا . فإذا كان الأكل حراما نشأ منه أعمال حرام، وإذا كان خلاف الأولى نشا منه ارتكاب خلاف الأولى، ومن قال إن الأعمال تنشأ على غير مشاكلة الأكل فليس عنده تحقيق. كان سيدي إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه يقول: أطب مطعمك ولا عليك أن لا تصوم النهار ولا تقوم الليل. وكان سيدي ابراهيم المتبولي يقول: إياكم والأكل من الشبهات فإنها تؤثر في قلب العبد ولو كان من أكابر الأولياء. ومن مفاسد الأكل الكثير أيضا: ثقل الأعضاء عن القيام بالطاعات في الليل والنهار.
(1) قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن لم يفعل فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس" . رواه الترمذي وقال حسن من حديث المقدام بن معدي كرب . وفي لفظ له عقب صلبه : "وإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه". هذا ما في الإحياء وتخريجه للعراقي في موضعين، ورواه السيوطي في الجامع الكبير عن ابن المبارك، وأحمد والترمذي 12
पृष्ठ 61