============================================================
من حيث لم يدر أي: لم يعلم.
أن السم أي : القاتل مدسوس له:- في الدسم بفتح أوليه، وهو نوع من أنواع الطعام كالحلاوة، على تقدير مضاف، أي: ذي الدسم من الأطعمة.
ويصح أن يكون بفتح أوله وكسر ثانيه على أنه صفة مشبهة، ك فرح. وحينئذ فلا يقدر مضاف.
ال واعلم أن دسائس النفس في الطاعات أعظم من دسائسها في المعاصي، لأن حظها في المعاصي ظاهر جلي، وحظها في الطاعات باطن خفي (1) .
االا الان ال س ال ا ال ل (1) فربما أورثت الطاعة عجبا يقلبها إلى شر معصية كما جاء في حكم ابن عطاء الله - فإن الذل والافتقار من أوصاف العبودية، والتحقق بهما موجب للقرب من رب البرية. وأما العز والاستكبار فانهما من أوصاف الربوبية، والتعلق بهما مقتض للخذلان والتباعد عن المراتب العلية.
ال وتأمل قوله - رضي الله عنه- هنا حيث جعل الخيرية في أثر المعصية لا في عين المعصية، فلا يصح إجماعا أن يفهم أحدعن القوم أنهم يقولون إن المعصية تقرب إلى الله تعالى أبدا، فإن الحس يكذب هذا القائل، فلو أراد العاصي أن يحصل له بالكه وصلة بوقوعه في المعصية لايصح ذلك له أبدا، بل يجد حبل الوصلة بشهوده تعالى أو شهود حضرته انقطع.
192
पृष्ठ 56