============================================================
ولاأرقت بكسر الراء بمعنى: سهرت: لذكر البان البان: شجر طيب الريح، ويتخذ منه دهن يعرف بدهن البان: والعلم العلم: يطلق على معان؛ منها: الجبل، والرمح. أي: ولا سهرت لذكر البان والعلم الكائنين بمحل المحبوب. وعلى هذا ف البان والعلم، باقيان على معناهما، ل يحتمل أنه شبه المحبوب بهما في طيب الرائحة وحسن الهيئة، وطول القامة، وإنما أاورثه ذكرهما السهر لأن النوم إنما يكون عن الرطوبة الصاعدة من المعدة إلى الدماغ، والمحب تكثر حرارته، فتنفى عنه الرطوبة، وحينثذ فلا ينام، وتلك الرطوية تنشأ غالبا عن كثرة الطعام والشراب، والمحب يلهيه حبه عن أكله وشرابه، فتنتفي رطوبته ال وتتضاعف حرارته لا سيما عند ذكر معاهد الأحباب(1). ولما ألزم السائل المخاطب أولا، وأقام عليه الحجج ثانيا، أقبل عليه بالتقريع والتوبيخ ثالثا، مناديا عليه بفساد الرأي وكساد الاعتقاد، فقال:- (1) فكيف بمعاهد ومآثر سيد الأحباب الآخذ بالألباب سيد الوجود وحبيب الرب المعبود صلى الله عليه وآله وسلم، كيف لا تأخذ معاهده بألباب العاشقين، فتتركهم في وكه ودهش اا من سطوع تلك الأنوار، وتنزلات تلك الأسرار بما لا تتخيله العيون، ولا تتصوره العقول، كيف بك يا حبيبي وأنت في بساط القرب من الحبيب المحبوب، هل يعقل أن ترقألك عين، أو يغمض لك جفن، والله لن يقع هذا لك إلا في حال الغفلة، وإلا فمن أدرك تلك الأنوار، دهشت منه الأبصار، وغرق في بحر حب النبي المختار، أذاقنا الله من ذاك المعين، 143
पृष्ठ 13