وبحث عن صحة يقينه من حيث أضاف إلى الثابت عنده من طريقه ما ثبت عند خصمه وإن كان غير رفيقه، فثبت حينئذ أنه هو حجة المعبود، وشفيع المصدود، وعصمة اللاجئ وامام المناجى وسيد الأئمة ورباني الأمة، واني لأقول في ذلك:
وفى تعب من يحسد (1) الشمس ضوءها * ويجهد أن يأتي لها بمثال (2) ولم أتلق ذلك ظنا ولا تقليدا وإنما أخذته نقلا وتجريدا، لان بصحة النقل يثبت الاستدلال، وببيان الطرق يزول الاحتمال (3) وقد ذكرت في ذلك:
محاسن من مجد متى تقرنوا (4) بها * محاسن أقوام تكن كالمعائب فهذه أدلة من نصوص حالية الجيد، خالية (5) المزيد، سابغة الدلاص من نوافذ الشبهات، وارية الزناد بمحكم البينات لا يوسى كليمها، ولا يرقى سليمها، ولا يأمن نافرها، ولا ينشز غابرها، ولا تنفى رميتها، ولا تحجب أهلتها، تقوم لها العقول وتقعد، وتخر لها أذقان الشبهات وتسجد، بل بها غنية عن كل طارق وما رد، وبها ائتلف كل شارد ووارد [ولله ما يأتي ذكر في هذا] (6) يصبو لها قلب العدو وسمعه * حتى ينيب فكيف ظنك بالولي وسنبتدئ في أوائل الفصول بما ورد في ذلك الفصل من كتاب الله تعالى العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (7) إذا كان قد وردت آية في ذلك المعنى الذي بنى الفصل عليه لئلا يتقدم على قول الرب قول المربوبين وعلى قول الخالق قول المخلوقين، وإذا لم ترد آية في مثل ما بنى الفصل عليه، رتبناه على مقتضى النصوص الواردة بمقتضى صحة الرواية بها، وسنختم أعجاز الفصول
पृष्ठ 5