229

कुजब फी बयान असबाब

العجاب في بيان الأسباب

अन्वेषक

عبد الحكيم محمد الأنيس

प्रकाशक

دار ابن الجوزي

الحسن نحو قول قتادة١، والأرجح نسبة القول لأهل النفاق لأن كتب أهل الكتاب ممتلئة٢ بضرب الأمثال فيبعد أن ينكروا ما في كتبهم مثله. وعن الربيع بن أنس٣ أن الآية نزلت من غير سبب٤، وإنما هو مثل ضربه الله للدنيا وأهلها، فإن البعوضة تحيا ما جاعت، فإذا امتلأت هلكت وكذلك حال أهل الدنيا إذا امتلئوا منها كان سببا لهلاكهم غالبا. ١٣- قوله ز تعالى: ﴿الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِه﴾ . قال سعد بن أبي وقاص نزلت في الحرورية يعني الخوارج، وأخرجه البخاري من حديث سعد٥.

١ وزاد كذلك: إسماعيل بن أبي خالد. ٢ طمست الكلمة في الأصل ولم يبق شيء من الهمزة فاستظهرت ما أثبته. ٣ رواه عنه الطبري في "١/ ٣٩٨-٣٩٩" برقم "٥٥٥" وقد تصرف المؤلف في النقل. ٤ هكذا فهم المؤلف، ولم يصرح الربيع بذلك، ولا يعني كونه مثلُ استغناءه عن سبب. ٥ وذلك في "صحيحه"، كتاب التفسير في سورة الكهف باب ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا﴾ رواه عن مصعب قال: "سألت أبي: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالً﴾ هم الحرورية؟ قال: لا، هم اليهود والنصارى، أما اليهود فكذبوا محمدًا ﷺ، وأما النصارى كفروا بالجنة وقالوا: لا طعام فيها ولا شراب، والحرورية: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، وكان سعد يسميهم الفاسقين، انظر "فتح الباري" "٨/ ٤٢٥" ورواه النسائي في "السنن الكبرى" في كتاب التفسير انظر "تحفة الأشراف" للمزي "٣١٩، ٣/ ٣٢٠" في ذكر أحاديث مصعب عن أبيه. وأخرجه كذلك كما في "الدر" "١/ ١٠٤": "ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم [برقم ٢٨٨، ٢٩٣] ولم أجده عند أبي جرير في هذا الموضع، وأخرج الحاكم في "المستدرك" في كتاب التفسير في سورة الكهف "٢/ ٣٧٠" عن مصعب قال: "قلت لأبي: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا﴾ الحرورية هم؟ قال: لا ولكنهم أصحاب الصوامع، والحرورية: قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم" وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

1 / 247