242

Criticism of Companions and Followers in Tafsir

نقد الصحابة والتابعين للتفسير

शैलियों

يرتابون في صحتها، ويقوم إما بالنقد أو الترجيح، وأحيانًا يكون هو الفيصل عند اشتداد الخلاف حول معنى آية، فعن الشعبي قال: «أكثر الناس علينا في هذه الآية: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ (١)، فكتبنا إلى ابن عباس نسأله عن ذلك، فكتب ابن عباس: إن رسول الله ﷺ كان أوسط بيت في قريش، ليس بطن من بطونهم إلا قد ولده، فقال الله ﷿: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ إلى ما أدعوكم إليه إلا أن تودوني بقرابتي منكم وتحفظوني بها» (٢).
رابعًا: تكليفه ببعض المهام النقدية، فقد استعان به عمر ﵁ في مناقشة قدامة بن مظعون عندما شرب الخمر محتجًا بقول الله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ (٣)، فقال عمر: ألا تردون عليه، فرد عليه ابن عباس واحتج عليه بسبب النزول، فقال عمر: صدقت (٤).
وبعثه علي بن أبي طالب ﵁ لمناقشة الخوارج، فذهب إليهم فوجدهم قد

(١) سورة الشورى من الآية (٢٣).
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (١/ ١/٤)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٤٤٤)، والبيهقي في دلائل النبوة (١/ ١٨٥)، وانظر الدر المنثور (٦/ ٦)، وهو في البخاري من رواية طاوس، وليس فيه كلام الشعبي. انظر: صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: ﴿إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ (٦/ ٣٧).
(٣) سورة المائدة من الآية (٩٣).
(٤) انظر (ص ٥٣٠).

1 / 242