يعدو الأمر إما زيادة في كذب، أو سوء فهم، أو سوء قصد، أو الإسفاف والإغراق في السباب والشتائم.
وقد ينقل الواحد منهم كلامًا للمتقدمين لم يفهمه، وقد أُتي من سوء فهمه، فيعرضه عرضًا يتبين معه قلة علمه، مثال ذلك ما حصل للنبهاني (ت - ١٣٥٠هـ) من خلط حين ظن أن القصيدة النونية التي رد عليها السبكي (ت - ٧٥٦هـ) غير القصيدة النونية المشهورة لابن القيم (١)، فهي قصيدة أخرى حسب ظنه (٢) .
ويظهر نقلهم من بعض، سواء كان ذلك النقل بعزو أو ليس بعزو، وسواء كان ذلك النقل حرفيًا، أو كان نقلًا بالمعنى، إذا تتبع المنصف كلام أوائل المخالفين لابن تيمية ﵀ ثم من جاء بعدهم، ثم من جاء بعدهم إلى هذا العصر، فلا يجد - مع كثرة الكتابات - وزنًا علميًا لها، سوى التشويش، وكلمات الإثارة، البعيدة عن الوزن العلمي للعلوم والمعارف.
٦ - كثرة الإلزامات الباطلة: لما كان المخالفون لابن تيمية ﵀ يبحثون عن زلات كبار في صلب المعتقد من كلامه ولم يجدوا، اضطروا بعد ذلك إلى استخدام أسلوب الإلزام الفاسد، وذلك يكون:
إما بالقول بأن لازم القول قول، ويلزمون ما ليس لازمًا، لكنها الأهواء، فيجعلون على سبيل المثال: لازم القول بإمكان حوادث لا أول لها: القول بقدم العالم، ولازم القول بمنع جواز التوسل بالنبي ﷺ بعد مماته: القول بعدم محبته ﷺ، وهكذا (٣) .