[٥ / أ] بعضُ الحُكماءِ: للْكَلَام جَسَدٌ ورُوحٌ؛ فجسَدُهُ النُّطْقُ وَرُوحُه مَعْنَاه!
فأمَّا مَا وَصَفَتْهُ العَرَبُ وشَبَّهَتْ بعضَهُ ببعضٍ مِمَّا أدْرَكَهُ عِيانُهَا فكثيرٌ؛ لَا يُحْصَرُ عَدَدُهُ وأنواعه كَثْرَةً، وسنذكَرُ بعضَ ذَلِك ونُبَيِّنُ بعض حَالاتِه وطَبَقاتهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وأمَّا مَا وَجَدَتْهُ فِي أخلاقِهَا، وتَمَدَّحَتْ بِهِ ومدَحَتْ بِهِ سواهَا، وذَمَّتْ من كَانَ على ضِدَّ حَالِها فِيهِ فخِلالٌ مَشْهورةٌ كَثِيرَة:
مِنْهَا فِي الخَلْق: الجَمَالُ والبَسْطةُ.
وَمِنْهَا فِي الخُلُق: السَّخَاءُ، والشجَاعَةُ، والحِلْمُ، والحَزْمُ، والعَزْمُ، والوفَاءُ، والعَفَافُ، والبِرُّ، والعَقْلُ، والأمانةُ، والقَنَاعَةُ، والغَيْرةُ، والصَدقُ، والصَّبْرُ، والوَرَعُ، والشُّكرُ، والمداراةُ، والعَفْوُ، والعَدْلُ، والإحسَانُ، وصِلَةُ الرَّحِمِ، وكَتْمُ السَّر، والمواناةُ، وأصالَةُ الرأيَ، والأنَفَةُ، والدَّهاءُ، وعُلُوُّ الهِمَّة، والتواضُعُ، والبَيَانُ، والبِشْرُ، والجَلَدُ، والتَّجارِبُ، والنَّقْضُ والإِبرامُ.
وَمَا يتفَرَّعُ من هَذِه الخِلالِ الَّتِي ذكَرْنَاهَا من قِرَى الأضْيَافِ، وإعْطَاءِ العُفَاة، وحَمْلِ المَغَارم، وقَمْعِ الأعْداءِ وكَظْمِ الغَيْظ، وفَهِم الأُمورِ، ورِعَايةِ العَهْدِ، والفِكْرَةِ فِي العوَاقبِ، والجدِّ والتَّشْمير، وقَمْعِ الشَّهوات، والإيثَار على النَّفْس، وحِفْظ الوَدَائعِ،
1 / 17