157

कीमती हार

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

अन्वेषक

محمد بن عبد الله الهبدان

प्रकाशक

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

संस्करण संख्या

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

प्रकाशक स्थान

الرياض

وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود مرفوعا: "إن من شرار أمتي من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد" (١) . وفي الصحيحين عن عائشة ﵂ قالت: "لما نزل برسول الله ﷺ طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها فقال: وهو كذلك "لعنة الله على اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا" (٢) . وقد صرح النبي ﷺ بالنهي من ذلك. فروى مسلم عن جندب بن عبد الله قال: سمعت رسول الله ﷺ قبل أن يموت بخمس يقول: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وأن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، إني أنهاكم عن ذلك" (٣) . فنهى ﵊ في مرض موته، ونهى وهو في السياق عن اتخاذ القبور مساجد. ومعلوم أن كل من كان يعبد فيه أو يدعى فيه، فقد جعل مسجدا، وهذا تحذير منه لأمته عن مشابهتهم اليهود والنصارى في ذلك، فتدركهم اللعنة؛ لأن اللعنة ليست خاصة باليهود والنصارى، بل من اتخذ القبور مساجد، وخصها بنوع من أنواع العبادة، فهو ملعون ولو لم يبني عليها مسجدا ولكن تشابهت قلوبهم ﴿فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُورا﴾

(١) رواه أحمد (١/٤٠٥) وابن حبان (٦٨٤٧) وصححه، وأبو يعلى (٩/٢١٦) ورقمه (٥٣١٦) . (٢) رواه البخاري (٤٢٥) ومسلم (٥٣١) . (٣) مسلم (٥٣٢) .

1 / 177